يبدو أن نظام الأسد قد فقد صوابه جماعياً وأن حالة الهستيريا بدأت تمتد إلى جميع أعضاء النظام الذي أصبح من تقاليده الاستخفاف بذكاء الناس واعتماد التضليل ممارسة يومية، فقد شن وليد المعلم وزير خارجية النظام يوم أمس هجوماً على الأممالمتحدة أثناء لقائه مع مسئولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري أموس. وبلغت درجة هستيريا النظام أن المعلم طلب أن تعيد الأممالمتحدة «بناء وترميم ما دمرته العصابات الإرهابية المسلحة». ولا نعلم ما هي الحالة التي كان عليها المعلم حينما كان يدلي بهذه التصريحات، ولكنه، على أية حال، يشارك في حملة المكابرة والتضليل والهذيان التي يطلقها النظام منذ اندلاع الثورة السورية. ولا نعلم ما هي الأسباب الوجيهة التي أبداها المعلم لمثل هذا الطلب، ولكنه حتماً يعلم يقيناً أن طائرات النظام وصواريخ رعاته هي التي دمرت المدن السورية، ويعلم أن الثوار يطالبون، منذ سنة ونصف السنة المجتمع الدولي تزويدهم بأسلحة مضادة لطائرات وصواريخ النظام ومدافعه للدفاع عن أرواح السوريين ومدنهم وحقولهم. وبذلك لن نستغرب إذا ما شهد المعلم وزملاؤه أن الطائرات التي تقصف، يومياً ولمدة سنة ونصف السنة، المدن السورية وتدمر المنازل والمقرات على رؤوس ساكنيها، هي طائرات «إرهابية». ويعلم العالم والمعلم أن الثوار لا يملكون إلا بنادق وأسلحة ليس بإمكانها تدمير منازل ولا مبانٍ. وواضح أن لغة المعلم وأسلوبه هما انعكاس للذهنية التي يدير بها النظام الأوضاع الراهنة في سوريا. وهي لغة و أسلوب لا يبشران بخير، لانهما يعنيان أن النظام ورجاله لا يزالون يحتاجون إلى المزيد من الدروس وأن ما مر بسوريا، وما اقترفته أيديهم، لم يؤثر في تغيير رؤاهم وتفكيرهم ولم يلين ذهنياتهم المتجمدة التي يبدو أنها لم تدرك أن الثورة السورية قد غيرت سوريا إلى الأبد، وأن سوريا الآن على شك أن تعلن تحرير كامل أراضيها من سيطرة النظام ورعاته وميلشياتهم وأن الاستقلال الكامل للشام عن عصابات الأحزاب والمحاور لم يعد بعيد المنال.