نجد في بيئات العمل تفاوتًا بين قطاع وآخر في الإنتاجية، التقدّم والتجدّد المستمر. فبعض البيئات شهدت تطورًا واختلافًا في التقييم في ظرف سنة وبعضها لم يتغيّر فيها شيء منذ سنوات باستثناء الإداري الذي عُيِّن بعد عشرين عامًا من العمل في هذه البيئة فاستحق بنظر أصحاب الشأن أن يتولى هذه المهمة نظرًا لعمره ولسنوات عمله الطويلة. كلنا نعلم أن الإنتاجية تحتاج: بيئة مناسبة (مقوّماتها متوافرة لدينا، لكن لم نحسن استغلالها)، كفاءة موظف عالية، طاقة، تجدّد، صلاحيات معقولة للتغيير، فكر منفتح وجرأة في اتخاذ القرار. ونعلم أيضًا أن متطلبات الإنتاجية التي ذكرناها بحاجةٍ إلى إداري جيد قادر على دفع عجلة الإنتاج، والإداري الجيد مَن يملك قدراتٍ وكفاءات غير متوافرة في غيره، لكن الحاصل غير ذلك فما زلنا نختار من خدم كثيرًا وبدأ يفقد طاقته وجرأته للتغيير كمسؤول! إلا أن هناك حالات استثنائية لا نراها بوضوح إلا في شركة أرامكو السعودية، حيث من الطبيعي أن يرأس موظف شاب عمل لسنواتٍ قليلة رئيسه السابق لكفاءته، إمكانياته، شهادته ولما أنجزه في هذه الفترة القصيرة. وهذا سر إنتاجية الشركة الذي يكمن في تقدير إنجازات الفرد أكثر من سنوات عمله، وبالتالي اختيار مسؤوليها على هذا الأساس بعكس الاختيار بالقطاع الحكومي الخاضع لروتين تقليدي كفيل بخفض معدل الإنتاجية. [email protected]