تويتر متاح لكل من يريد دخول عالمه .. مباح لكل من يرغب الانتساب إليه بلا ضابط ، ولا عمر ، ولا جنس ، و لا صفة مقيدة ، ولا تفريق .. مساحات متوافرة بحروف محددة . يكتبها كل منتمِ لهذا العالم الافتراضي .. تويتر شبكة اجتماعية تفرّق فيها الوصف ، والهدف ، و الهوى .. تويتر (أهبل) لا يعرف من الذي يكتب ، ولا يستطيع أن يتعرف عليه ، ولا يفهم ما يكتب فيه أخير هو أم شر؟ ، أ مقبول هو أم مرفوض؟ ، أشرعي هو أم محظور لأنه قاصر عن ذلك الفهم؟ .. من هنا انطلقت رواحل الإشاعات وحطت ركابها في مراعي تويتر الخصبة لكل شيء .. فاقتات الكثير على سمان الأخبار فيه ، و امتلأت بطون الكثير من معلوماته الملونة ، وتشربت عقول الكثير من سوائل الأنباء .. كل شيء نصي في تويتر يمكن أن يبرز مضمونه، ومحتواه بلا وعي من هنا انتفض المرجفون ، وناقلو الكذب، و صانعو الإشاعة وتفننوا في قذف أهوائهم، وأفكارهم ، وسمومهم، وأمنياتهم الغبية.. فأمرضوا الصحيح وأفقروا الغني.. وأماتوا الحي، وأصدروا قرارات لم يُفَكر فيها، وأعطوا إجازات، ووهبوا زيادات في الرواتب، وفرقوا كل مجموع وجمعوا كل متفرق. كل شيء نصي في تويتر يمكن أن يبرز مضمونه ، ومحتواه بلا وعي من هنا انتفض المرجفون ، وناقلو الكذب ، و صانعو الإشاعة وتفننوا في قذف أهوائهم ، وأفكارهم ، وسمومهم ، وأمنياتهم الغبية .. فأمرضوا الصحيح وأفقروا الغني .. وأماتوا الحي ، وأصدروا قرارات لم يُفَكر فيها ، وأعطوا إجازات ، ووهبوا زيادات في الرواتب ، وفرقوا كل مجموع وجمعوا كل متفرق ، ومنحوا ومنعوا ، وزادوا وأنقصوا .. فوجدوا من تلقف زبدهم وبثه مرة أخرى .. معلومات مغلوطة ، وإرجافات متكررة بل يتغنى البعض بافتعال أكاذيب ومواقف ، ويبتدع الصور ويغير فيها فيقطع رأس فلان ويضع رأس من أراد إيذاءه ، فيخرج صوراً قديمة كانت في مواقف مختلفة ، أو مشاهد ليس لها صلة ويصنع منها قصة إخبارية (ثورية) ، وحكاية رهيبة .. ثم يتسوّل (الرتويت ). هكذا بدا تويتر متنفساً للمكتومين ، ومنفساً للمهووسين بالإثارة الفارغة .. هكذا ظهر تويتر بلا رقيب ، ولا ضمير ، ولا إحساس حين تكاثر صانعو الكوميديا السوداء ومنتجوها .. ومروجوها .. فأصبح الخطر يحيط بما حولنا فتاهت الحقيقة في مفازات الخيال ، وضاع الحق في غياهب الباطل ، واختلط اليقين بالشك ، والبرهان بالبهتان .. لم يراعِ البعض قوله تعالى (إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) ولم يستوعب الكثير أثر الرسول صلى الله عليه وسلم «حين سئل عن ما النجاة فقال : املك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابكِ على خطيئتك « ولم يتفهم قوله عليه الصلاة والسلام « كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع « ختام القول: خسائرُ حدثت ، و غمٌ أصاب الغير ، و أموالٌ أهدرت ، وظنونٌ سيئة ظهرت ، وسمعةٌ تشوهت ، وأمنياتٌ قتلت ، وشجونٌ تحركت ، وشياطينُ تناثروا حول عشاق الإشاعة .. هكذا كان مشهدُ الإرجاف في تويتر .. خسارةُ في العقل .. وهزيمةٌ في القلب .. وفقدانٌ للذات .. T: @aziz_alyousef