لا أعرف ما هو سر تويتر! ففي الحياة كثير من الأسرار الجميلة التي لا نعرفها، لكن كل ما أعرفه عنه أنه ومنذ أن خُلق في العالم الافتراضي ونحن نتدافع إليه بشكل متزايد، نكتب كل شيء ونقرأ لكل أحد و«نهشتق «كائناً من كان. وهكذا لا توجد قضية لم يدس السيد تويتر رأسه فيها، حتى أن تقريراً تحت مسمى تقرير الإعلام الاجتماعي العربي، صدر من دبي ونشرته العربيّة، يقول إن السعوديين هم الأكثر حضوراً ونشاطاً وتأثيراً في تويتر، وإن أعدادنا قد تضاعفت خلال عام. تويتر الآن أصبح هو (شارع الصحافة) فكم قضية أطلق شرارتها وكم رأي ناقشه حتى أصبح تأثيره واضحاً على عناوين المطبوع والمسموع والمشاهَد. فكم من قضية أمست في تويتر ك(تغريدة) صغيرة وانطلقت بحماس إلى عالم الفضائيات والصحف ووصلت إلى صناع القرار بلا زيف وبلا تشويه، ونجحت بالوصول بكل ما فيها من فكرة ومن لفظ ومن غضب أو رضا، وقد شاهدنا لأكثر من مرّة كيف كان تويتر أميناً في نقل الفكرة إلى صاحبها، وكم كان ظالماً أو متجنيّاً فيها، المهم أن تويتر وب140 حرفاً استطاع أن يوصل صوت النّاس للنّاس من قبل ثم صوت النّاس لمن يهمه الأمر من بعد، وهذه هي المهمّة المستحيلة التي كان يدعي الإعلام التقليدي أنه كان يقوم بها! تويتر قلب المعادلة الإعلامية وأربك المشهد وغيّر مسار الخبر وأعاد للهرم المقلوب رأسه وأصبحت الفضائيات تنقل عبر برامجها المباشرة ما يقوله النّاس أثناء مباشرة. ومع ذلك استطاع تويتر أن يمر من أمامنا وهو يحمل أسئلة سهلة يجب أن لا تمر بهدوء لمجرد أنها سهلة، فلماذا نحن كسعوديين الأكثر نشاطاً في تويتر حسب ما جاء في التقرير؟ هل لأننا نملك الفراغ الكافي كي يصبح تويتر حديث النّاس؟ أم نوجَد لنحدث بيانات حافز مثلاً؟ لماذا نحن الأكثر تأثيراً في تويتر، متفوقون على بقيّة الدول العربية بما فيها دول (الربيع العربي) التي كان الإعلام الجديد نافذة من نوافذ ثوراتها؟ هل هذا لا يعني شيئاً؟ ولماذا لم يعد تويتر مجرّد شبكة للتواصل الاجتماعي وحمّلناه ما لا طاقة له به؟ ليس من الحكمة أن يُنظر الى مرتادي شارع تويتر وأسئلتهم السهلة بشيء من الرّيبة طالما أن تويتر اختصر المسافات وأخذ على عاتقه مهمة إيصال صوت النّاس الذي يمثل سماعه غاية المسؤولين، وليس من الحكمة أن يبقى مسؤول ما بصفته الشخصيّة في تويتر وقد كتب أنه هنا يُمثل آراءه الشخصيّة وبعد أي أزمة يصدر بياناً بأن هناك من ينتحل شخصيّته في تويتر! الأمر أسهل من ذلك بكثير، فكل ما يودّ أهالي كوكب تويتر أن يقولونه أنه لا توجد هناك قنوات كافية للتواصل إلى مسامع المسؤولين، افتحوا أبوابكم أكثر كي يعود تويتر إلى مهمته الرئيسية كشبكة للتواصل الاجتماعي فعلاً.