انتهى المشهد، وانتهت معه حالات الترقب المزعجة في الشارع المحلي بعد صلاة الجمعة أول أمس.. لم تجد قناة "العالم" ولا غيرها من الفضائيات المثيرة إلا تكرار أصوات الغوغائيين ومشاهد قديمة.. انتهى المشهد والترقب في الشارع المحلي، ليعلن أن لدينا خصوصية مختلفة، ولحمة اجتماعية نادرة ومكاسب نحافظ عليها. وكغيري من المواطنين، تسمرت أمام التلفاز ودخلت المواقع وتجولت بها لعلي أجد شيئاً هنا أو هناك ولكن لم أجد شيئا ذا قيمة، فلقد أخرس الشارع ذلك النباح اليومي الذي أخذ من وقتنا وجهدنا وصرف أذهاننا عن متابعة شؤوننا اليومية طيلة أسبوع كامل من الكذب والتزييف، لم أجد شيئا، وفي نفس الوقت وجدت أشياء كثيرة وعديدة يجب أن نقف عندها. بالطبع لا نحترم أصواتاً لم تعبر إلا عن نبرة الخيانة لهذا الوطن والتنكر لمكتسبات أعوام طويلة من البناء لقد استمعت إلى دعوات إصلاح عبر إذاعات ومحطات وقنوات عديدة، وهي دعوات لا غبار عليها، بل إن رائد الإصلاح، وهو قائد هذا الوطن، أول من تبناها ودعا إليها، وهي دعوات واضحة محددة لقادة رأي وفكر نشاركهم بها، لكن هناك فرقا بين دعوة متزنة وناضجة وبين نعيق تبنّاه بعض المحسوبين على الساحة الإعلامية والفكرية والاجتماعية، تأكدنا أنها ليست في الحقيقة، إلا تأجيجٌ وتشويهٌ لواقع عملي، عبر وسائل تلفزة عالمية. انتهى المشهد.. وبقيت حماقات ارتكبت من قبل أصوات، علينا مراجعتها والوقوف عليها، سقط بها من سقط بعبارات التحريض الوقحة تارة، وبالمزايدة تارة أخرى على مكتسبات وطن ومجتمع، عبر قنوات فضائية هي محل شك وفتنة وكذلك من خلال مواقع تدعو للتحريض والهدم. لقد احترمت ومعي الملايين من أبناء وبنات هذا الوطن جميع الأصوات التي خرجت الأسبوع الماضي بالمطالبة بنوعية إصلاحات بنبرة وحس وطنيين هما مكفولان ضمن مناخ التعبير، إلا أننا بالطبع لا نحترم أصواتاً لم تعبر إلا عن نبرة الخيانة لهذا الوطن والتنكر لمكتسبات أعوام طويلة من البناء، بل أضافت إليها مزايدة مزعجة في قلب الحقائق والدعوة إلى هدم القيم الاجتماعية. لسنا مجتمعاً ملائكياً، لدينا أخطاؤنا، ولدينا مكتسباتنا أيضاً، لدينا ذمم فاسدة، ولكن في نفس الوقت، لدينا منجز حضاري، لدينا رؤية قائد ووطن كبير مؤثر في العالم أجمع، لدينا مكتسبات كبيرة وعطاءات اكبر، لكننا نرفض تلك الأصوات التي خرجت لتحشد الفوضى فوقنا، أصوات كنا نحسبها منا، تخاف علينا، ولكن للأسف، وجدناها تترنح بأوهام الزعيق على أوتار المذيعين والمواقع الالكترونية، اخرجوا من الفيس بوك وأنفاق العتمة والظلام واهبطوا للشارع وحتما ستجدون الحياة مختلفة تماما. [email protected]