هكذا هو دائماً يأتي صريحاً وشفافاً وصادقاً، يأتينا بصدق القول وحرص المسؤول على سلامة الموقف، عندما يتحدث نشعر بنبرة الاخلاص في صوته وحب الآخر في تلافيف قوله, هكذا هو عبدالله بن عبد العزيز عندما يعبر بتلك الكلمات الصادرة من العقل الآخذة طريقها للقلب، فكان يجسد حالة أصيلة لديه وهي ذلك التلاحم مع شعبه. نعم – الكلمة – هي سيف الحق ومن خان أمانتها فإنه خارج سياق – الحق – والمواطنة الحقة، إنه يحذر من تلك "الخيانة" لكونها معول هدم إذا اصبحت لتصفية الحسابات والغمز واللمز والتهم الجزاف، هذا القول من هذا المسؤول بل رأس المسؤولية فيه دلالة على أهمية – الكلمة – وكيف نتعامل معها، لقد كان حفظه الله يتحدث بهذا من منبع الخوف على سلامة هذه الأمة، في الوقت نفسه إنه جرس إنذار لتلك الاصوات النشاز التي تنعق في ظلام النفوس المريضة والتي تحاول ان تضع عصا التعطيل في دولاب حركة الحياة، فهؤلاء ما هم إلا دمي لابد أن "يدهسها" الزمن تحت عجلات إصلاحه القادمة بالحق والعدل. إن حديثه أول أمس وأمام مجلس الشورى كان نابعاً من حرصه على سلامة مسيرة الوطن ليجعل حياة هذا المجتمع غابة من البياض والاخضرار بعيداً عن السواد لنلتفت إلى كلماته القصيرة ولكنها الحكيمة وهي المؤشر على أن عجلة الإصلاح مستمرة وان الرغبة في ازدهار هذا الوطن هي الهاجس الذي يشغل كل مساحات نفسه حفظه الله.