عقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد اجتماعه الكامل الاول الاربعاء لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية وهي خطوة ضرورية لكسب التأييد العربي والغربي لانتفاضتهم ضد الاسد. واجتمع الائتلاف المكوّن من 60 مندوبًا أو نحو ذلك في القاهرة قبل مؤتمر لأصدقاء سوريا الذي يضمّ عشرات من الدول التي تعهّدت بتقديم دعم غير عسكري في معظمه للانتفاضة لكنها تشعر بالقلق من ازدياد نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة. وقد اختير أعضاء الائتلاف في محادثات صعبة أجريت في قطر هذا الشهر. وقالت سهير الاتاسي احد نائبي رئيس الائتلاف: الهدف هو تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية أو على الاقل اعداد قائمة بأسماء المرشّحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سوريا. وسهير الاتاسي واحدة من ثلاث فحسب من النساء الاعضاء في الائتلاف الذي يشكّل فيه الاخوان المسلمون وحلفاؤهم نسبة 40 الى 45 في المائة. استولى المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من اكتوبر ما تسبب بإعاقة وصول الامدادات من جهة دمشق الى القوات النظامية في مدينة حلب. وسيطروا في نهاية الاسبوع الماضي على سد تشرين الاستراتيجي، قاطعين بذلك طريق الإمدادات من جهة الشرق على حلب. وينتخب الاجتماع الذي يستمر يومين أيضًا لجانا لإدارة المساعدات والاتصالات وهي عملية تحوّلت الى صراع على السلطة بين الاخوان المسلمين والاعضاء العلمانيين. وقد اشتدت المنافسات ايضًا بين المعارضة في المنفى ومقاتلي المعارضة على الارض، حيث ارتفع عدد القتلى الى 40 ألفًا بعد 20 شهرًا من العنف. غير ان الائتلاف الجديد بعث الآمال في أن يتمكّن أعداء الاسد من تنحية خلافاتهم جانبًا والتركيز على السعي للفوز بالتأييد الدولي للاطاحة به. وقال ابو نضال مصطفى من انصار الاسلام وهي وحدة لمقاتلي المعارضة الاسلاميين في دمشق: لدينا خلافات عقائدية مع الائتلاف لكنه سيحقق رسالته اذا جلب لنا مساعدات عسكرية من الخارج. وقالت مصادر الائتلاف ان مهام الاتصال بين الائتلاف والمعارضين أنيط بها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وهو أرفع مسؤول ينشق على النظام منذ اندلاع الانتفاضة. ويتردد اسمه بوصفه مرشحًا ليصبح رئيسًا للوزراء لكن تاريخه في حزب البعث يمكن ان يستبعده. وهناك مرشّح آخر محتمل هو أسعد مصطفى وهو شخصية تحظى بالاحترام ووزير زراعة سابق في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد. وكان مصطفى الذي يعيش الآن في الكويت غادر البلاد منذ عقود احتجاجًا على سياسات الرئيس الراحل. وبعد ان حصل المؤتمر الوطني السوري المعارض الذي تشكّل في اسطنبول العام الماضي على قدر محدود من الاعتراف الدولي تمخّضت الجهود الغربية والخليجية عن تشكيل ائتلاف المعارضة الجديد في وقتٍ سابق من الشهر. ويرفض زعيم الائتلاف معاذ الخطيب وهو امام مسجد في دمشق لكن سهير الاتاسي قالت ان الائتلاف الجديد أغفل شخصياتٍ هامة وان هناك حاجة لبذل الجهود لإشراك المجلس الوطني الكردي الذي ظل بعيدًا. وقالت انه على خلاف المجلس الوطني السوري سيعمل الائتلاف الجديد مع شخصيات هامة حتى اذا لم يصبحوا أعضاء دائمين فيه. وأشارت الى أديب الشيشكلي حفيد الرئيس السوري الراحل الذي انسحب من المجلس الوطني السوري احتجاجًا على انتخابات قال ان الاخوان المسلمين زوّروها. ويعمل الشيشكلي الآن مع الائتلاف الجديد لضمان الحصول على مساعدات والدعم الاقتصادي وقال لرويترز إنه واثق من ان الائتلاف الجديد لن يكون تكرارًا للمجلس الوطني لأن الخطيب سيخلق توازنًا بين الجماعات المتناحرة. وقال الشيشكلي ان المعارضة رأسها من قبل أكاديميين لم يعرفوا كيف يتعاملون مع المصالح المتنافسة وان الخطيب يعرف كيف يستوعب الكل. ويواجه الائتلاف الجديد اختبارًا هامًا. فهو لم يتفق على كيف سيتعامل مع المقترحات الدولية التي تتحدث عن فترة انتقالية لا تتطلب تنحّي الاسد وهو عرض غير متصوّر بالنسبة لجماعات المعارضة في سوريا. قصف جوي لمعرة النعمان من ناحية ثانية نفذت طائرات حربية سورية امس الاربعاء خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد ترافقت مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان: «نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب خلال 15 دقيقة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في القسم الجنوبي من المدينة في محاولة مستمرة من القوات النظامية لاقتحامها». واستولى المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من اكتوبر ما تسبب في إعاقة وصول الإمدادات من جهة دمشق الى القوات النظامية في مدينة حلب. وسيطروا في نهاية الاسبوع الماضي على سدّ تشرين الاستراتيجي، قاطعين بذلك طريق الامدادات من جهة الشرق على حلب. وتدور منذ اكثر من ستة اسابيع معارك ضارية في محيط معرة النعمان التي تحاول القوات النظامية استعادتها. وشهد حيا الصاخور والميدان في مدينة حلب (شمال) اشتباكات صباح امس بحسب المرصد الذي اشار الى تعرّض احياء اخرى للقصف من مواقع القوات النظامية. من جهة ثانية، افاد المرصد عن غارات جوية على منطقة السلطانية ومحيطها في ريف حمص (وسط)، وعلى حي دير بعلبة في مدينة حمص اسفر عن سقوط جرحى وتهدم منازل. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان قصف الطيران طال ايضًا احياء حمص القديمة. واشار الى اشتباكات في بلدة طفس في محافظة درعا (جنوب) «اثر محاولة للقوات النظامية اقتحام البلدة».
ألمانيا تدعم اللاجئين السوريين في الأردن وفي عمان أعلنت السفارة الألمانية في العاصمة الأردنية عمان أن حجم الدعم الألماني لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن تجاوز 50 مليون يورو (نحو 65 مليون دولار). وأوضحت السفارة في بيان صحفي امس الأربعاء نشرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هذا الدعم خصّص لتغطية تكاليف تحسين إمدادات مياه الشرب في البلديات والمحافظات المتضررة، وإنشاء المدارس وتطويرها ودعم الحصول على الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى المساعدات الملموسة مثل المواد الغذائية وأفران التدفئة ومواجهة تحدّيات الشتاء المقبل وذلك بالتعاون مع عدد من الوكالات المنفذة.