ناقشت الندوة الكبرى بعنوان "وسطية الإسلام وأثرها في الفكر والسلوك" ضمن مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي والتى أقيمت مساء الثلاثاء فى قاعة الاحتفالات الاحتفالات الكبري بجامعة طيبة ، مبدأ الوسطية فى الإسلام كما استعرضت جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله " لنشر الوسطية في بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين في العالم ، مدير جامعة طيبة يكرّم المشاركين فى أعمال الندوة ( اليوم ) وأدار الندوة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد وحضرها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية د. محمد رشيد قباني ورئيس قسم الفقه بجامعة دمشق بسوريا د. وهبة بن مصطفى الزحيلي ورئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الددو ، وأوضح رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن حميد أن جميع البحوث الإنسانية تدور على تطوير حياة الإنسان وتقديم الخدمات له وتهيئ له حياة كريمة وتلبي حاجاته المادية والمعنوية والروحية والنفسية ، عقب ذلك تحدث مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ الدكتور محمد قباني عن معنى الوسطية لغة واصطلاحاً ونقيضها من تطرف وغلو في السلوك والتعامل والفكر، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم والسنة النبوية ، وقال: إن الوسطية ليست نظرية في الإسلام بل سياسة للحياة والعيش الكريم ولها تطبيقات عملية في جميع أمور الحياة، مؤكداً أهمية قيام الجامعات العربية بدورها في نشر الوسطية بين شباب الجامعات وتعزيز هذا المبدأ وتعميم ثقافة الوسطية والاعتدال في الحياة العامة والخاصة وفي البرامج والمناهج الدراسية والتعليمية والمدارس والجامعات ، ودعا العلماء لتكثيف جهودهم في تعزيز الوسطية والحوار، وعدم الوقوف في المنطقة الرمادية والتواصل لتكون الوسطية جسر العبور من الأزمات إلى الحلول ، وأشار د.قباني إلى جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" لنشر الوسطية وهي بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين في العالم، وأشار رئيس قسم الفقه ومذاهبه بجامعة دمشق بسوريا الدكتور وهبة الزحيلي ألى أن الوسطية من مقومات الإسلام الحنيف المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية وأن الدين قام على أسس أربع : أولها أنه القضية العالمية وثانيها الخلود وثالثها الخاتمية ورابعها كون هذا الدين دين الفطرة ولذلك كان الإسلام هو الوسط في الزمان والمكان والحضارة وأن الإسلام انطلق من هذه الأسس الراسخة مع وجوب القدرات الفكرية والعقلية والاجتهادية التي تواكب تطور الشعوب والأمم والمستجدات في كل عصر ومكان، وأكد أن أمة الإسلام تعتز بأنها أمة التوحيد ولا مجال للتشريك أو إنكار الذات الإلهية وأن الدين الإسلامي هو الدين الفصل بين كل هذه الاتجاهات البعيدة عن حقيقة الإنسان، وأضاف بأن علاقات المسلمين بغيرهم ممن يسكنون في بلدانهم أو خارجها تقوم على التعايش والمحبة والتضامن والمودة وتقدير ظروفهم ، واختتم اللقاء رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا الشيخ الدكتور محمد الحسن ولد الددو بمداخلة قال في مطلعها: إن مهمة الجامعات ليس حشر أذهان الطلاب بالعلوم وتحفيظهم المذكرات والكتب بل الاهتمام بالجانبين الفكري والسلوكي وأضاف بأن الله أوصى بالوسطية ونادى لها في القرآن الكريم والتزام المنهج الوسطي المعتدل ولذلك فإن عمل الإنسان كله يرجع إلى فكر وسلوك ولهذا ارتضى الإسلام الوسطية في جميع التعاملات ، عقب ذلك استمع الحضور لعدد من المداخلات والأسئلة ، وفي الختام كرم مدير جامعة طيبة المشاركين بالندوة.