قال علماء مشاركون في الندوة الكبرى المصاحبة لمؤتمر "دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي" الذي نظمته جامعة طيبة واختتم أعماله أمس إن الوسطية في الإسلام ليست نظرية فحسب، بل هي انسجام تام في الفكر والسلوك الإنساني، وسياسة عامة للحياة، وسبب لبقاء الدين وحفظ الشريعة. جاء ذلك في الندوة التي عُقدت البارحة الأولى بعنوان "وسطية الإسلام وأثرها في الفكر والسلوك" وأدارها معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي أشاد بالمؤتمر وقال إنه يأتي في ظل الظروف الحرجة التي تشهدها المجتمعات العربية، ويقدم لأبناء العصر عمق الشريعة ومبادئها ليصلوا للتكامل في تكوين مجتمعات عالمة وعاملة. وذهب مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد رشيد قباني إلى أن الوسطية في الإسلام ليست نظرية بل سياسة للحياة والعيش الكريم ولها تطبيقات عملية في جميع أمور الحياة، داعياً إلى تعزيز مفهوم الوسطية في نواحي الحياة كافة لحل الأزمات التي تعاني منها الأمة، كما أشاد بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في نشر الوسطية. الأستاذ الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي رئيس قسم الفقه ومذاهبه بجامعة دمشق بسوريا قال في مشاركته في الندوة إن الوسطية هي انسجام كامل لمقتضيات السلوك الإنساني ولذا كان الإسلام هو الوسط في الزمان والمكان والحضارة، مما اقتضى أن تكون أصول هذه الشريعة قائمة على اليسر والاعتدال والحكمة والرشاد، لأنه بغير هذه المنطلقات لا يمكن أن تحيى هذه الشريعة وتظل لها السيادة بعد انطماس الأديان السابقة. وقال الزحيلي إن الدين الإسلامي قام على أربعة أسس هي: القضية العالمية، والخلود، والخاتمية، وكون هذا الدين دين الفطرة، مشيراً إلى أن هذه الأسس تتطلب بناءً راسخاً وإستراتيجية وتخطيطاً طويلاً للحفاظ على هذه الشريعة لتظل إلى يوم القيامة. واختتمت الندوة بكلمة للشيخ الدكتور محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا الذي قال إن مهمة الجامعات يجب ألا تنحصر في حشو أذهان الطلاب بالعلوم وتحفيظهم المذكرات والكتب والنصوص، بل لا بد أن يصاحب ذلك اهتمام بالجانبين الفكري والسلوكي. وأضاف الشيخ الددو أن الله أوصى بالوسطية ونادى لها في القرآن الكريم والتزام المنهج الوسطي المعتدل ولذلك فإن عمل الإنسان كله يرجع إلى فكر وسلوك ولهذا ارتضى الإسلام الوسطية في جميع التعاملات موضحاً أن منهج الوسطية لابد أن يظهر له أثر في الفكر والسلوك.