عندما نشاهد طبيعة الأخبار التي تأتي من الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصًا فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية وآخرها الإعصار الذي ضرب ولاية من الولايات المهمة هناك وكبّدها خسائر بعشرات المليارات من الدولارات تدفع بالمتعامل إلى توقع انخفاض الدولار الأمريك ي فليس هناك عجب حيث إن الوضع الطبيعي حسبما يراه كثير من المتعاملين أن يوافق اتجاه العملة الحدث الواقع على الأرض حينها وهذا ما أريد التركيز عليه.. فلو قمنا ببيع الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي أمام الفرنك السويسري أو الين الياباني أو حتى اليورو فسوف يكون بلا شك خيارًا خاطئًا وخاسرًا وغير مدروس بالشكل الكافي، وقد لاحظنا سلوكيات السعر خلال تداولات الأسبوع الماضي ورأينا كيف أن الدولار الأمريكي استمد قوته وصعد أمام العملات الرئيسية المذكورة أعلاه وأبقى المتعاملين حائرين يسألون كيف حصل هذا وما هو الخطأ الذي أدى إلى التسبب بتلك الخسارة. بكل بساطة فإن كبار محرّكي وصنّاع السوق وجدوا أن من مصلحتهم صعود الدولار الأمريكي انطلاقًا من هذه المستويات التي تعتبر دعومًا رئيسية فنيًّا مع علمهم المسبق بقوة الإعصار القادم ومع ذلك اختاروا صعود الدولار وإن يكن فقط لمدة أسبوع، ولكنه صعد وهذا ما يدفعنا باتجاه التحليل الفني لنضع أنفسنا بالموقع الصحيح، حيث إن الخيار الأفضل هو الدخول بعد تحديد الاتجاه الرئيسي من قبل صنّاع السوق والخروج قبلهم أيضًا بعد ظهور ملامح انعكاس الاتجاه وهذا جميعه يطفو على السطح من خلال بعض النماذج التي يتمّ رصدها على الرسم البياني للعملة. الدولار مقابل الفرنك السويسري بعد أن استقرت أسعار الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري فوق مستويات حاجز الدعم الأول الواقع على 0.9284 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وذلك لما يقارب السبعة الأسابيع تراجعت أسعار الزوج من مناطق افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مناطق 0.9345 إلى مستويات الدعم المذكورة أعلاه، حيث تعرّض عندها لموجة شراء جيدة كبحت هبوطه وأعادت له بعضًا من زخمه الصاعد الأمر الذي أدى إلى عودة الزوج إلى الصعود في اليومين الأخيرين، حيث صعد بشكل لافت إلى أن أنهى تعاملاته الأسبوعية عند مستويات 0.9405 كاسبًا في ذات الفترة ما قيمته ستون نقطة، ولكن هذا الإغلاق بشكل عام يُعتبر جيدًا خصوصًا أنه يقترب كثيرًا من مستويات 0.9436 والتي تعتبر أقرب حاجز مقاومة بسيط أمام التوجّه الصاعد الحالي متمثلًا بأعلى سعر في المسار الجانبي الذي يسير به السعر منذ ثمانية أسابيع وعليه فإن الأفضل بأي حال هو الدخول الشرائي مع التأكيد على أن أمر وقف الخسارة يُقبع دون مستويات أدنى نقطة في الموجة الأخيرة الهابطة وهي عند 0.9212 ولو ببضع نقاط تحسبًا لأي تراجع سعري بفعل أي خبر مفاجئ وستكون الأهداف كما ذكرنا أعلاه حيث تبدأ بالمقاومة المذكورة والمتوقع اختراقها سريعًا عند مستويات 0.9436 ومن ثم مستويات 0.9517 – 0.9603 دولار لكل فرنك سويسري، وبأي حال يجب أن نتذكّر أننا في موجةٍ صاعدة على الإطار الأسبوعي والهبوط الأخير ما هو إلا تصحيح لم يتجاوز 23.6 بالمائة من إجمالي صعوده. الدولار مقابل الين أغلق الدولار الأمريكي شمعته الشهرية الماضية على شكل إيجابي كاسبًا في تلك التداولات ما قيمته مائة وثماني وسبعون نقطة وهو ما نسبته 2.2 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة المذكورة عند مستويات 77.97 ين لكل دولار أمريكي، حيث استمر في تداولاته إلى أن وصل إلى مستويات 80.37 التي تعرّض عندها لموجة بيع خفيفة أعادته إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مستويات 79.75 والتي تعتبر توجهًا إيجابيًا قويًا وهو ما أدى فعلًا إلى استكمال الصعود في اليومين الأخيرين من تداولات الأسبوع الماضي، حيث صعد بهما 66 نقطة حسب إغلاق الأسعار الحالية عند مناطق 80.41 والتي تعتبر انطلاقة جيدة تستهدف بشكل أو بآخر مستويات المقاومات الرئيسية التي تأتي على التوالي بالنسبة للزوج المذكور، حيث تأتي المقاومة الأولى عند مستويات 82.78 والذي يتمثل بأعلى إغلاق شهري في التسعة عشر شهرًا الماضية على أقل تقدير والذي يعتبر الإغلاق أعلاه اختراقًا جيدًا لمستويات المقاومة بشكل عام، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الصعود إلى مستويات المقاومة التالية 84.16 والتي تعتبر أعلى سعر في العام الحالي أيضًا ومن ثم مستويات 87.02 والذي يُعتبر المقاومة الثالثة حاليًا وتقع على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والتي أعتقد أن يصلها السعر بوقت ليس ببعيد تبعًا لبعض لسيناريو حركة الأسعار خلال العامين الماضيين، حيث نجد أن الأسعار دخلت في موجة تصحيح للموجة الهابطة والمستمرة منذ منتصف العام 2007 وإلى هذه اللحظة، وعليه فإن التوجّه الشرائي هو الخيار الأكثر أمانًا ولكن بأي حال من الأحوال أعود فأذكّر بأمر وقف للخسارة الذي يجب أن يكون بأي حال دون مستويات القاع الأدنى حاليًا عند 75.56 ين لكل دولار. حالة الذهب تراجعت أسعار أوقية الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بما يقارب الأربعة والثلاثين دولارًا وهو ما نسبته 1.9 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 1711 دولارًا والتي لا تزال فوق مستويات الدعم الرئيسي المستهدف حاليًا والواقع على 1627 دولارًا والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق، ويأتي هذا الإغلاق تأكيدًا أسبوعيًا ثالثًا على كسر خط الميل السعري الصاعد والقادم من مستويات 679 دولارًا الواقعة في نهايات العام 2008، حيث تمّ كسره في الشهر الخامس من العام الحالي إلى أن الأسعار عادت وصعدت أعلاه مرة أخرى، ولكن ببضع شمعات أسبوعية لم يتجاوز عددها أصابيع اليد الواحدة ومن ثم تراجع ليعود ليغلق دونه وليكمل هبوطه للأسبوع الرابع على التوالي منهيًا تعاملاته عند مستويات 1677 دولارًا لكل أوقية. إن الهبوط الحالي أبقى على سيناريو وجود السعر في موجة تصحيحية للموجة الصاعدة المذكورة أعلاه والتي بدأها بعدما فشل في تجاوز القمة الكبرى للذهب عند مستويات 1920 دولارًا، حيث تعرّض عندها لموجة بيع شديدة أعادته بشكل متسلسل إلى مستويات الدعم الرئيسي الثاني حاليًا عند مستويات 1523 دولارًا والتي تعتبر من أشرس الدعوم والتي يعتبر كسرها مفتاح الهبوط إلى مستويات 1446 دولارًا على أقل تقدير، لذا فمن الأفضل عدم المجازفة بشراء الذهب إلا بعد أن يصل السعر إلى مستويات دعم رئيسية ومن خلال آلية معيّنة تحمي المحفظة من الخسارة الكبيرة فيما لو تمّ الشراء على أساس الرافعة المالية العالية.