قال مستثمرون في سوق الذهب إن السوق تشهد إقبالاً ملحوظاً من المستهلكين على شرائه، وتزايداً في الحركة معيدة بذلك بعض انتعاشها السابق الذي فقدته منذ سنوات جراء ارتفاع أسعار الذهب المتواصلة حسبما أفاد التجار، ولفتوا الى أن حركة الانتعاش بدأت منذ موسم الاجازة الصيفية السابق مؤكدين أن الذهب المحلي بقي هو الأفضل ولم يطغَ عليه الذهب المستورد، الذي تراجع الطلب عليه من 30 في المائة إلى 10 في المائة، وأشار رئيس لجنة الذهب الأسبق عبد اللطيف النمر الى ان انتعاش السوق قد يعوض جزءاً من التراجع على الطلب الذي شهدته السوق في السنوات الثلاث الماضية ، من جانبه يرى عضو لجنة الذهب والمجوهرات جواد الأربش أن العملاء أو المستهلكين في سوق الذهب اثنان : أحدهما هو المستهلك الذي يشتري الذهب للزينة ولكنه ينظر أيضاً إلى المستقبل، حيث يمكن أن يبيع ما اشتراه من الذهب أو جزءا منه في حالة الحاجة الى ذلك أو عندما يرى أن السعر وصل الى مستويات جيدة يمكن أن يستفيد من هوامشها لصالحه. والتي وصلت الى 70 بالمائة نتيجة الارتفاع المتواصل لسعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية مع مصاحبة دخول عروض الشركات المنافسة كالمتعلقة بالسفر والسياحة وعروض محال الأجهزة الإلكترونية التي جذبت كثيراً من الناس ، وتمكنت من أن تستهويهم في تصريف الأموال ودفعها للترويح عن النفس والترفيه بدلا من شراء الذهب ، ولفت النمر الى أن نسبة استيراد الذهب الاوروبي بشكل عام والإيطالي بشكل خاص الى المملكة انخفضت بشكل كبير بعدما كانت تمثل 30 في المائة من أنواع الذهب المعروض في كثير من المحال ، وما يباع يقدر بنحو ثلاثة آلاف جرام يوميا ، في حين أصبح الآن لا يتعدى 10 في المائة من نصيب البضاعة المعروضة ويقدر بيعه اليومي بنحو 300 جرام ، وذلك بسبب ارتفاع مصنعيته في الفترة الأخيرة إضافة لما يضاف إلى سعره من قيمة الشحن وأجر الجمارك ، ويقول رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية محمد الحمد إن الذهب سيظل هو الوسيلة الأبرز لزينة المرأة التي لا يعوضها أية وسيلة أخرى ، ويرى أن هذا هو عين العقل لأن الذهب يحتفظ بقيمته أو تظل قيمته في جوهره وقد تزيد هذه القيمة نتيجة ارتفاع سعر خام الذهب عالمياً، بينما لا يكون للإكسسوارات مثلاً أية قيمة بعد استعمالها بالرغم من الاسعار الباهظة لبعضها، فالتزين حتى ولو بخاتم أو إسوارة من الذهب أفضل من شراء الاكسسوارات التي تكون من دون قيمة بعد الاستعمال، وحول وضع سوق الذهب في الوقت الحاضر وآفاق المستقبل بالنسبة له أشار الحمد الى أن سعر الأونصة هو الآن في أدنى سعر له منذ نحو 5 أشهر وهو سعر بين 1720 و1735 دولارا وخلال الفترة المذكورة كان يتراوح بين السعر الأدنى والسعر الأعلى الذي وصل اليه وهو 1797 دولاراً للأونصة بعد أن وصل السعر الى 1900 دولار قبل نحو عام ، ويتابع الحمد أن مسألة تميز انتعاش السوق خلال الإجازة الصيفية السابق هي حالة متكررة تشهدها السوق عادة في كل الأعوام في الحدود نفسها مع المقبلين على الزواج أيام المناسبات والأعياد لأخذ الهدايا، منوها بأن قضية توقع انخفاض الذهب مستقبلا لا يمكن الجزم بها أو توقعها بشكل مؤكد لأن كل الاحتمالات واردة، إلا أنه في الأغلب يرتفع في المواسم والأعياد . وفيما يتعلق بمسألة استيراد الذهب الأجنبي في السوق المحلية أوضح الحمد أن الذهب المستورد كالأوروبي أو الهندي أو التركي هو يأتي كموديلات جميلة مختلفة المصنعية وتكلفتها عالية لمصنعيها وجماركها، بينما يبقى الذهب المحلي هو السلعة الأقوى في السوق ولم يطغَ عليه المستورد بل ظل هو السلعة الرائجة ، مضيفاً أن الذهب المحلي صنع له أسماء عالمية كماركات شهيرة في السوق الشعبية وغيرها، يطلبه الناس باسمه رغبة فيه دون غيره من الأنواع الأخرى . من جانبه يرى عضو لجنة الذهب والمجوهرات جواد الأربش أن العملاء أو المستهلكين في سوق الذهب اثنان : أحدهما هو المستهلك الذي يشتري الذهب للزينة ولكنه ينظر أيضاً الى المستقبل ، حيث يمكن أن يبيع ما اشتراه من الذهب أو جزءا منه في حالة الحاجة الى ذلك أو عندما يرى أن السعر وصل الى مستويات جيدة يمكن أن يستفيد من هوامشها لصالحه ، وهناك من لا يهتم بذلك ، والذهب عنده للزينة فقط ، ويمكنه الاستعاضة عنه بالفضة أو الإكسسوارات ، ويشدد الأربش على ضرورة التعامل العقلاني بالنسبة للذهب كما يفعل الكثير من الآسيويين وخاصة الهنود المقيمين في المملكة ممن يملكون السيولة والذين يراقبون أسعار المعدن الأصفر باستمرار للتعرف على مناطق التذبذب للاستفادة منها مادياً في البيع والشراء ، لافتاً إلى أن أغلب السعوديين يبيعون عند أول ارتفاع ولا يراقبون توجهات السوق أو الأسواق العالمية.