يواجه الموسم الثاني في اسواق الذهب السعودية ضغوطاً على المستهلكين بأسباب التقلبات السعرية والارتفاع المتواصل الذي تشهده السوق حالياً، مما أحدث تردداً لدى المستهلكين في الاسواق السعودية.ويعوّل الباعة واصحاب محلات الذهب في السوق السعودية على شهر رمضان المبارك بوصفة ثاني أكبر المواسم البيعية في هذه السوق الأكبر في منطقة الشرق الاوسط، حيث تحتل الاجازة الصيفية أكبر المواسم التي تشهد فيها ارتفاعاً في مبيعات الذهب، ويشير باعة التقتهم “المدينة” امس الاول ان المشترين خفضوا من حجم مشترياتهم بسبب الارتفاع المتواصل لاسعار الذهب عالمياً واتجهوا الى البيع. فيما يرى رئيس لجنة الذهب في غرفة الشرقية عبداللطيف النمر ، ان هذه الضغوطات كانت متوقعة مع الارتفاع المتواصل في اسعار الذهب ولكنها في الوقت نفسه احدثت تحولاً جذرياً في أساليب ووسائل الشراء لدى المستهلكين، فانخفضت كمية الشراء لدى المستهلك وارتفع السعر الأمر الذي خفض من حجم الكمية المشتراة من الذهب.واوضح النمر ، ان نشاط أسواق الذهب في السعودي يتركز في أربعة مواسم رئيسية هي : الاجازة الصيفية والتي تعادل نحو 40 في المائة من المبيعات ، فيما تتوزع مواسم “اجازة نصف العام الدراسي” و “شهر رمضان المبارك” و “عيد الاضحى المبارك” بنسبة 20 في المائة لكل منها. لكنه أشار الى ان موسم “عيد الاضحى” يأتي في المرتبة الثانية لدى سوق الذهب في منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة بسبب توافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام الى هذه المناطق، فيما يمثل موسم شهر رمضان المبارك صاحب المرتبة الثانية لدى بقية المناطق.وأكد النمر على ان المؤشرات الأولية تشير الى استمرار ارتفاع اسعار الذهب عالمياً نتيجة للطلب المتزايد على هذا المعدن الثمين في الاسواق العالمية، ولايستبعد النمر ، ان تضطر محلات الذهب في السعودية الى البحث عن حلول وعروض تتناسب مع متطلبات المستهلك السعودي بالشكل الذي يخدم تنامي الطلب في هذه السوق الكبيرة.وأكد متعاملون في سوق الذهب بجدة أن هناك استمرارا ملحوظا في تراجع مبيعات الذهب، والتي بدأت منذ ثلاثة أشهر مع تأكيدهم أن المستهلك أصبح يبحث عن البدائل في ظل توفرها من إكسسوار وأحجار الكريستال بسبب ارتفاع اونصة الذهب الى 1250 دولارا مما جعل سعر الجرام يرتفع إلى 145ريالا عثمان شومان صاحب محلات للذهب قال: تراجع الطلب على الذهب مستمر حتى الآن والعملاء يبيعون أكثر مما يشترون، وتحديدا في هذه الأيام مع الانشغال بالملابس استعدادا لعيد الفطر المبارك. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الذهب بدأ تدريجيا قبل سنتين عندما ارتفع سعر الاونصة الي 800 ريال وسعر الجرام 80ريالا، واضاف: منذ ذلك الوقت بدأت عمليات البيع أملًا في ان يتراجع سعر الذهب بعد فترة ويشترون الأفضل بسعر ارخص، وكذلك المحلات باعت جميع ما لديها من كميات ولكن حصل خلاف ذلك. إذ زادت الاسعار تدريجيا إلي أن وصل سعر الاونصة ب1250دولار ووقعوا في فخ زيادة الاسعار دون تراجع كما كان يتوقع . شراء للاستثمار احمد عبدالله مدير فرع لبيع الذهب قال: الزبائن أصبحوا يبيعون الذهب أكثر مما يشترون خصوصا هذا الشهر ليؤمنوا بسعره حاجاتهم ومتطلبات أسرهم مع قدوم العيد وبدأ البحث عن الاكسسوارت التقليدية للزينة وقال أحمد :تواجهنا معضلة كبيرة لم تكن تواجهنا في الفترات السابقة ، وهي أن محلات الجملة اصبحت لا تبيع لنا بالتقسيط كما كان معمولا به في السابق، فقد كانوا يبيعون بالتقسيط وكذلك بالاجل لمدة ستة أشهر اما الان فأصبحوا لا يبيعون بالتسهيلات التي كنا نحصل عليها سابقا، مشيرا إلى ان البعض ممن يبيع بتسهيلات فان المدن تراجعت بحيث لا تتجاوز اسبوعا او 10 ايام على اكثر تقدير. الاكسسوارات بديل وفي المقابل تشهد سوق المجوهرات التقليدية نشاطا ملحوظا بعدما ارتفعت اسعار الذهب والمجوهرات الاصلية ووصلت إلى مبالغ ضخمة، ويرى متسوقون واصحاب محلات لبيع المجوهرات التقليدية ان تلك الاكسسوارات اثبتت تواجدها لاسيما وان البعض منها يحظى بتقنية عالية في التصنيع لا يمكن التفرقة بينها وبين المجوهرات الحقيقية. وتقول “أم بندر “ من داخل احد المحلات المتخصصة في بيع المجوهرات التقليدية: نستخدم تلك الاكسسوارت من اجل الزينة، ولا يخلو الامر احيانا من باب الوجاهة الاجتماعية، مشيرا إلى ان تلك الاكسسوارات اصبحت بديلا عن الذهب في ظل ارتفاع اسعاره لا سيما الفضة المطلية بماء الذهب. وعن أهم المناسبات التي تستخدم فيها مثل هذه الاكسسوارات تقول “ام بندر” : تعتبر اللحظات السعيدة من اكثر المناسبات التي تستخدم فيها مثل هذه الاكسسوارات. واضافت: جميع تلك الأنواع تستخدم في الأعياد وفي مقدمتها مناسبات الخطوبة، اما بالنسبة للعروس لليلة الخطوبة او الزفاف فلا يصلح لها غير الذهب والمجوهرات، مع إشارتها أن سعرها “الاكسسوارات”مناسب ويوفر الكثير على المشتري حيث تشتري القطعة من 330ريالا الى 5الاف حسب قدرة المشتري المادية وتتمتع بجودة عالية بصفتها ماركات عالمية بدلا من أن يشتري ذهبا بقيمة 30 الى 60الفا. تصاميم مميزة ويقول ماجد شريف “بائع في محلات سوار فكسن للاكسسوارات التقليدية ” تتوفر الكثير من الاكسسوارات البديلة عن الذهب والألماس بتصاميم الألماس المطلي وكذلك الفضة المطلية بالذهب وتدخل في تصاميمها أحجار كريمة وأحجار الكريستال وتوفر على المستهلك ماديا واضاف شريف: ميزة الاكسسوارات التقليدية في اسعارها المعتدلة، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص على عكس المجوهرات الحقيقيةالتي لا تتأثر بالعطور والمواد الغازية .