بعد الموقف الأوروبي من أداء الحكومة اللبنانية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن والتأكيد على عدم التمسّك بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي إنما أوروبا تخشى الفراغ الحكومي. جاء الموقف الأمريكي مكملًا للرؤية الأوروبية وداعمًا لها من خلال ما حملته نائبة وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى اليزابيت جونز الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان من تأييد «للجهود التي بذلها رئيس الجمهورية في الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني في لبنان»، مجدّدة «الموقف الامريكي ازاء اهمية استمرار عمل المؤسسات وتجنيب وقوع الساحة اللبنانية في اي فراغ خصوصًا في الظروف الراهنة في المنطقة منعًا لأي انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني». وإزاء مقاطعة قوى 14 آذار الحكومة والاصرار على استقالتها بعد اغتيال الحسن، التقت جونز وفدًا من قوى 14 آذار برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الى جانب لقاءاتها الرسمية والتي تمثلت بلقاء الرئس سليمان، رئيس البرلمان النيابي نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، بالإضافة الى رئيسي حزب «الكتائب» و»القوات» أمين الجميل وسمير جعجع، حيث جرى التشاور معهم في المستجدات الاخيرة واطلعت من 14 آذار على مواقفهم المتصلة بمقاطعة الحكومة والمطالبة باستقالتها. بعد زيارة رئيسي النواب والحكومة بري وميقاتي، أجرت جونز محادثات مع الرئيس الجميّل الذي أكد انه «لا يمكن للاستقرار ان يتحقق في ظل وجود هذه الحكومة التي تؤجّج الوضع في لبنان وتزيد الشرخ بين اللبنانيين»، متسائلًا: «كيف يمكن ان يكون هناك استقرار عندما يكون التصرف الحكومي يؤدي الى زيادة الفرقة بين اللبنانيين؟». وهكذا أكدت جونز بعد لقائها الرئيس سليمان في القصر الجمهوري «أهمية استمرار عمل المؤسسات وتجنب وقوع الساحة اللبنانية في أي فراغ، خصوصًا في الظروف الراهنة في المنطقة، منعًا لأي انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني». وأعلنت أن وزارة الدفاع الامريكية قررت استئناف برنامج المساعدات العسكرية للجيش اللبناني «بما يمكّنه من القيام بدوره في حفظ الامن والاستقرار والسلم الاهلي». من جهته، رحّب سليمان بالمسؤولة الامريكية والوفد المرافق، مشيرًا الى أن «الجهود تتركّز على الاستقرار الامني والسياسي وتجنيب لبنان أي تداعياتٍ سلبية على الداخل من أجل إبقائه ضمن دائرة السلم والامان». وبعد زيارة رئيسي النواب والحكومة بري وميقاتي، أجرت جونز محادثات مع الرئيس الجميّل الذي أكد انه «لا يمكن للاستقرار ان يتحقق في ظل وجود هذه الحكومة التي تؤجّج الوضع في لبنان وتزيد الشرخ بين اللبنانيين»، متسائلًا «كيف يمكن ان يكون هناك استقرار عندما يكون التصرف الحكومي يؤدي الى زيادة الفُرقة بين اللبنانيين؟». واعلن «أننا بحاجةٍ الى استقرار لوقف هذه الموجة من التعديات على الوطن والمؤسسات والافراد ونحن بحاجة الى احترام الديمقراطية». وتناولت مع وفد قوى المعارضة برئاسة الرئيس السنيورة الأوضاع والمستجدات في لبنان في ضوء الأحداث الأخيرة، وتمّ تبادل وجهات النظر بشأنها. وشرح وفد 14 آذار موقفه من آخر التطورات في ضوء البيان الذي صدر عنها اول أمس وحدّدت فيه توجّهاتها. ثم استكمل البحث إلى مائدة عشاء أقيمت بالمناسبة. وفي هذا السياق، اشارت مصادر مطلعة ل»اليوم» الى ان «المسؤولة الامريكية خليفة جيفري فيلتمان تجول على عددٍ من بلدان منطقة الشرق الأوسط وتعقد لقاءات مع المسؤولين لتكوين وجهة نظر وتأمين خلفية سياسية واسعة تمكّنها من الاضطلاع بالمهام المنوطة بها في المرحلة المقبلة، اذا ما أُعيد انتخاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما وتمّ تثبيتها في المنصب الجديد». ولفتت المصادر الى ان «جونز أكدت أهمية استقرار الساحة اللبنانية على الصعيدين الامني والسياسي في المرحلة الراهنة واعتبارها اولوية، كما أكدت على اهمية حل الخلافات عن طريق الحوار الذي يبدو اكثر من ضرورة». ورأت أوساط «اليوم» ان الرئيس اللبناني «حريص على عدم الوقوع في الفراغ ويسأل من يلتقيهم من قيادات قوى 14 آذار في اطار المشاورات عن البديل الذي يبدو غير متوافر حتى الساعة، وان هذه القيادات لم تحدّد خطة عمل للمرحلة المقبلة اذا ما استقالت الحكومة على رغم حراجة الوضع الاستثنائي والخطر الداهم الذي يحدق بالبلاد». فيما وصفت أوساط قوى 14 آذار ل»اليوم» «التمترس خلف بدعة الفراغ هو حجة لتبرير عدم استقالة الحكومة، غير مقنع ولا مبرر فأي دستور او قانون او عُرف في لبنان ينص على تجهيز حكومة بديلة سلفا قبل اسقاط الحكومة؟».