عند الحديث عن المشهد التشكيلي بالمملكة يبرز اسم الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء متصدراً أبرز النجوم بالمحترف السعودي. فضياء عزيز وخلال أكثر من أربعة عقود أثرى الساحة الفنية بأعمال فنية رائعة تحمل عمق الرؤى واللون الذي يميزه عن الآخرين .وأثارت أعماله الفنية اهتمام النقاد في المملكة والوطن العربي. «اليوم» زارت الفنان في مرسمه بمدينة جدة وكان لنا معه هذا الحوار: . يعزو بعض النقاد والمتابعين لتجربتك الفنية أنك مازلت أسير المدرسة الواقعية؟ -أولاً لا أعتبره أسر .. وهي انطباعية وفيها يتضح أسلوبي الخاص. العمل التجريدي فيه كثير من الاختزال الذي يسبب ضياع المفهوم ولا أعتبر هذا موقفاً من التجريد ولكني لا أميل للتجريد من هذا النوع، ما أود التأكيد عليه أن اللوحة يجب أن تحمل موضوعاً وشيئاً معبراً ( شكليا أو لونيا) وهذا لايعني أن اللوحات التجريدية أو المفاهيمية لاتحمل فكراً أو موضوعاً ولكن مشكلتها أن ذاكرتها قصيرة. . كيف تنظر إلى تجارب الفنانين التشكيليين الشباب؟ -مقارنة قبل أربعين عاماً الفرق شاسع .. وأنظر لبعض التجارب الجادة بعين التقدير لأنها فخر للمحترف السعودي، ولكن آخذ على بعض الفنانين ممن دخل التجربة الفنية قافزاً إلى تجربة فنية تجريدية دون المرور بالمراحل وتسلسل الاصول في هذا الفن وهؤلاء لايلاموا لعدم وجود أكاديميات ومعاهد رسم متخصصة وعلى مستوى موثوق به، والبعض الآخر دخل المجال (تهبيش). أما عن جيلي فقد كان منهم من هو أحرص على محاولة التعليم والتعلم ممن سبقوهم والاستفادة والسفر والاحتكاك بتجارب الآخرين وبعضهم وصل إلى مرحلة ممتازة في التعبير وفي إنتاج أعمال فنية على مستوى جيد ومنهم من أخذ الموضوع تجارياً للأسف الشديد وغدت المسألة لافكر ولاعمق ولارسالة، لذا أرى أن الأعمال الفنية التي تفتقر للذاكرة تموت وهذا ينطبق على الشعر والموسيقى والنحت وحتى الفن المعماري. س3: محلياً معروف عنك فنان تشكيلي وتعشق الموسيقى إلا أنك معروف على نطاق واسع كنحات عالمي..أيهما تميل إليه أكثر الرسم أم النحت أم الموسيقى؟ -أميل للرسم أكثر وإنتاجي في الرسم أكثر كذلك..الرسم يعطي مجالاً أوسع وأشمل للتعبير. بالنسبة للنحت أفخر بالعديد من الأعمال التي أنجزتها أبرزها بوابة مكة ومجسم حلم الإنسان أمام مبنى الخطوط السعودية وهناك عمل نحتي لي في إحدى الحدائق العامة بالمكسيك وأعمال أخرى مثل ( السلام ) أمام فندق حياة بارك بجدة و( الصخرة ) أمام مجمع الحرس الوطني كذلك مجسم النادي الأهلي ومجسم مركز التدريب بطريق مكة كلها أعمال فنية أعتز بها، ولدي مشاريع فنية حبيسة الأدراج لم تنفذ بسبب مشكلة التمويل. .وكيف تنظر إلى تفاعل المتلقي في مجتمعنا مع الأعمال النحتية؟ -هناك من المتلقيين لديهم أفق واسع وهؤلاء يستمتعوا ويعجبوا بالأعمال النحتية وتسكن في ذاكرتهم وهناك من الناس من يهاجم هذا النوع من الفن.