الرياض، أبها، الجبيل. خالد المسيحل ومحمد موسى ومحمد الزهراني بالفعل.. فعلها «الخروف»، وسرق فرحة الأطفال وأفراد الأسرة السعودية بالعيد، فالسعر تخطى 2000 ريال في معظم المناطق، وتنافس النجدي مع النعيمي في تأكيد أنهما الأغلى والأقرب ل «بطون» السعوديين من الخراف المتعددة الجنسيات القادمة من الصومال وإثيوبيا، ورفع «الخروف الوطني» راية التحدي لمؤشر الأسعار الذي وضعته وزارة التجارة للأضاحي، التي خرجت مرغمة من حلبة المصارعة بتوصية للمواطنين «كاسروا، كاسروا».. فمن وراء جنون الخروف الوطني؟ وكيف يمكن إعادة التوازن لأسعار الخراف في السوق السعودية؟ هل سعره الخيالي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والبرسيم؟ أم أن هناك «مافيا» تتحكم في الأسعار وتتحدد حسب مزاجها وأحلامها في الثراء ضاربة عرض الحائط بأحلام الأسر البسيطة في خروف العيد؟ بالتأكيد الخروف في النهاية «ضحية وأضحية ومذبوح لامحالة»، لكن المشكلة في مربي الخروف وبائعه والجهة التي تراقب أسعاره بالسوق. « شمس» قامت بجولات ميدانية في أسواق الأغنام في بعض المناطق، فكان هذا التحقيق. بدأت جولتنا بالرياض، كونها العاصمة، وتلاحظ أن الجميع: مربين، وتجار ماشية، وأيضا تجار أعلاف، يتبرؤون من «دم الخروف»، وكلهم يشعر بالإحباط من ارتفاع الأسعار، ويقول سعد محمد السبيعي «مرب وتاجر أغنام» «هذه الأسعار أدت إلى تخلي بعض التجار والمربين عن المهنة وبيع حظائرهم الموجودة في السوق بعدما ارتفعت الأسعار مقارنة بالعام الماضي ب 25 إلى 30 %، ليصل سعر «النعيمي» 1900 ريال للرأس، و «النجدي» لأكثر من 1600 ريال للرأس، أما «السكيني أو السواكني، كما يسميه بعضهم» فيصل سعره إلى 800 ريال للرأس». وكشفت الجولة أن الأغلبية من المواطنين والمقيمين لا يرغبون في شراء الخروف المستورد، رغم رخص سعره مقارنة بالوطني، وحسب زيد أحمد الكراش «بائع أغنام» لا يوجد أحد يسأل عن الغنم الصينية أو الباكستانية للأضاحي، لأن الأسر اعتادت تناول الخراف الوطنية، كما أن الخروف المستورد غير متوافر في كل المناطق للأسر الفقيرة، وأحيانا تشعر بالخجل من شرائه في هذه المناسبة السعيدة. ويتفق مع تلك الرؤية كثير من تجار المواشي، مشيرين إلى أن عرض السوق المحلية للماشية لم يف بالطلب المتزايد، وهو ما دفع موردي المواشي السعوديين لمطالبة السلطات المسؤولة برفع الحظر عن بعض الدول المصدرة للأغنام، وعلى وجه التحديد الأغنام المستوردة من الصومال والعراق وتركيا، فيما بادرت الحكومة الفيدرالية الصومالية بتيسير عملية تصدير نحو مليوني رأس من الأغنام الصومالية، للمواني السعودية قبل العيد، مطابقة للمواصفات. ويرى بعض المربين أن ارتفاع أسعار الأعلاف وراء ارتفاع سعر الخروف، حيث وصل في هذه الأيام كيس الشعير «50 كيلوجراما» إلى 60 ريالا للكيس، رغم أن سعره في دول الخليج المجاورة لا يتعدى 26 ريالا، ويهبط إلى 14 ريالا للكيس، كما في الكويت على سبيل المثال، في حين يطالب مواطنون بسرعة تدخل وزارة التجارة لضبط الأسعار وعدم الاكتفاء بإصدار مؤشر أسعار الأضاحي .