تغريد البقشي فنانة تشكيلية حملت الفن بداخلها كرسالة هادفة وكرؤية لواقع تعيشه وتعبر عنه من خلال ما تحمله بداخلها كأنثى، عاشت تجربتها الفنية وكانت الأنثى الطرف الأكثر حضورا في ابداعها نقلت معاناتها وحزنها وفرحها ومشاعرها الى اللوحة برؤيه فنية متفردة كان للون والمفردة التشكيلية البعيدة عن التزخيم والتكرار والتزيين الشكلي دور في بناء لوحتها التي تفردت بها. في معرضها الشخصي الذي احتضنه استديو رؤية للفنون التشكيلية بمدينة جدة الأسبوع الماضي كان لنا لقاء معها أكدت خلاله الفنانة تغريد البقشي انها تركز في لوحاتها على الإنسان بشكل عام وتضيف انها كونها امرأة تعتقد أنها تستطيع إيصال رسالتها بشكل أصدق، وتواصل البقشي حديثها ل ( اليوم ) قائلة : إن المحكات التي تواجهها المرأة تبرز الأشياء التي تمر بها كالمعاناة «وبالتالي فان المرأة عندما ترى لوحاتي تشعر بأنها داخل العمل الفني، لأني أرسم المرأة بأحاسيسها وبمعاناتها وبوجودها وعندما ينقل هذا الإحساس من شخص لآخر فهذا معناه سر نجاح العمل الفني عندما يقف الإنسان أمام العمل ويشعر بأنه دخل فيه دون أن يشعر. وعن الحضور الطاغي للمرأة في معظم لوحاتها تقول : لدي قضية أن المرأة في العالم ككل تود إثبات الذات وإثبات الوجود وترى «أن المرأة كائن يتحدى الظروف والمصاعب والأشياء التي تواجهه وهذا التحدي يوجد قوة ويثبت نفسه بكل قوة ووسيلة مشروعة، وترى أن المرأة لها صفات متميزة ومتفردة «وحضورها في لوحاتي قوي جداً «. تغريد البقشي ترى أن اللوحة تعني لها الحياة وهي الوسيلة للتعبير عن أحاسيسها ومشاعرها، معللة بأن البياض الذي فيها يعتبر السهل الممتنع وتتسائل أمام هذا البياض : كيف ننقل عالما وكونا في حد ذاته وحيز داخل الانسان إلى محور بعيد جداً عندما تكون اللوحة أمام المتلقي في مواجهة مع الفنان نفسه. وعن إشكالية الحوار بين اللوحة والمتلقي وكيف نستطيع ردم هذه الفجوة تقول : اللوحة مرت بمراحل والمرحلة الأولى التي ألفها الناس هي المدرسة الواقعية وكانت أسهل للفهم المبسط السريع، لكن البعض عندما يشاهدون مدارس وأنواعا معينة من اللوحات الموجودة في الساحة يجدون صعوبة كبيرة في فهمها ودورنا كفنانين أن نثري الرؤية البصرية للمتلقي من خلال كثرة المعارض ونشر الوعي وان يقتربوا من اللوحة ومن عالم الفنان وهذا نوع من الوسائل، وتضيف البقشي ان كل لوحة تحمل طاقة في داخلها إذا كان الفنان محترفا وصادقا، ويجب ان يكون صادقا في نقل مشاعره ودواخله للمتلقي، لأنه ليس المتلقي العادي من يجد صعوبة في فك رموز اللوحة، كذلك المتلقي المثقف قد يجد صعوبة في فك الرموز والسر الذي في اللوحة، لأن اللون له طاقة والخط له طاقة والفنان إذا نجح في أن تصل هذه الطاقة للمتلقي عندها يحدث التفاعل. الجدير بالذكر أن التشكيلية تغريد البقشي تحمل درجة الماجستير في مناهج التربية الفنية وهي عضو مؤسس لمجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وأقامت 8 معارض شخصية في كل من : الاحساء – الرياض – جدة – القاهرة – الكويت. كما عرضت أعمالها في عدد من الدول والمدن والعواصم العالمية منها : لندن – باريس – المغرب – بيروت – القاهرة – الهند – النمسا – كوريا – المانيا – الارجنتين – الامارات العربية المتحدة – تونس – البحرين – مسقط – الكويت – دبي، وفازت بالعديد من الجوائز على المستوى المحلي والخارجي. صنفت في موسوعة أهم 100سيدة من المملكة العربية السعودية 2012م.