معارض الكتب هي في مجملها مهرجانات ثقافية تعكس مدى حفاوة الأمم بالثقافة بكل جوانبها فهي انعكاس لحضارة الأمم . وأنا من أشد الناس حرصا على حضور معارض الكتب العالمية في القاهرة وبيروت وحتى في جنيف ، وفي كل معرض من هذه المعارض أقضي أياما وأنا أتابع أطيافا من الحراك الثقافي الذي يثري العقل ويفتح الآفاق . أقضي الساعات في حضور ندوات ثقافية وفعاليات حضارية بالغة الثراء . والعرب أمة احتفت بالثقافة وأهلها منذ أيام سوق عكاظ حيث كان يتسابق الشعراء على إلقاء قصائدهم بكل مافيها من ( غزل ) لينتهي بعضها معلقا على (الكعبة ) في حفاوة بالغة بالقيم الثقافية والحضارية والفنية فيها . ومع أنني لا أحضر معارض الكتاب في المملكة لأسباب لا داعي لسردها إلا أنني خلال السنتين الماضيتين كنت شديد الفرح بفكرة إقامتها في المملكة في ظل هذا الانفتاح المعلوماتي الكبير الذي يعيشه العالم . لي أصدقاء كثر في جهاز الهيئة يرفضون الممارسات الخاطئة للبعض والتي تسيء للإسلام ولصورته الحضارية المتسامحة قبل أن تسيء للهيئة كجهاز من أجهزة الدولة.ولكن ماحدث في معرض الكتاب في الرياض الأسبوع الماضي ، مهما كانت مبرراته ، كان مدعاة للألم لأنه حدث من أناس احتسبوا الأمر بالمعروف قبل النهي عن المنكر . منذ عامين ونحن نلحظ تطورا في أداء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال إدخال تقنية جديدة في التواصل وأساليب مبتكرة في تعريف المواطنين بدورهم ، وكلنا يؤمن بأهمية هذا الدور في إطار مفهوم (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولهذا صُدِمنا بماحدث في معرض الكتاب من تطاول البعض على وزير الإعلام بكل ما نعرفه عنه من وطنية ودماثة خلق ، وما تلا ذلك من عراك بالأيدي وهجوم غير مبرر على مواضيع وعناوين باتت متاحة على (قوقل) لكل من أراد . لي أصدقاء كثر في جهاز الهيئة يرفضون الممارسات الخاطئة للبعض والتي تسيء للإسلام ولصورته الحضارية المتسامحة قبل أن تسيء للهيئة كجهاز من أجهزة الدولة. وكما نقل أخي وصديقي تركي الدخيل عن الشيخ خالد المصلح : " من الفقه الغائب عن كثيرين أنه قد يترك المشروع من إنكار المنكر أو المعاقبة عليه لمسألة دفع قالة السوء عن الإسلام وأهله " وما أورده من السنة من احتجاج النبي صلى الله عليه وسلم في ترك قتل المنافق الذي ظهر نفاقه بقوله : لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه . حمى الله وطني من الفتن ومن ضيق الأفق . [email protected]