تتميز المنطقة الشرقية بطبيعة موقعها على ساحل الخليج العربي واحتوائها على موارد بحرية وزراعية وصحراوية، بالإضافة إلى ثروة النفط والغاز ما يتطلب تخطيط مدنها وقراها بتخصصية يتم من خلالها استخدام الموارد الاستخدام الأمثل لتحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وطرحنا في مقالات سابقة مبادرتين مهمتين ستساهمان في تطوير المنطقة الشرقية. المبادرة الأولى تعنى بعمل مخطط إقليمي شامل للمنطقة للوقوف على الفرص والعوائق التنموية في مدن وقرى المنطقة، وما تحوي من إمكانات وموارد بشرية وميزات نسبية اجتماعية واقتصادية وبيئية وثقافية لاستغلالها الاستغلال الأمثل في إطار تخطيط إقليمي شامل يعمل على رفع مستوى المعيشة وجودة الحياة ويحقق أهداف التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030. المبادرة الثانية، وفي ضوء الصلاحيات الجديدة، التي منحت لهيئات المناطق، هي تطوير نظام تخطيط عمراني خاص بالمنطقة الشرقية يلائم طبيعتها البحرية والصحراوية والزراعية، وكذلك موقعها المهم على ساحل الخليج العربي، ويساهم في إدارة وتطوير مدن وقرى المنطقة. وفي ضوء المميزات المكانية والإمكانات التنموية الهائلة للمنطقة الشرقية، فإنني أطرح في هذا المقال مبادرة دراسة تخطيط وبناء قرى وواحات الطاقة السياحية بالمنطقة الشرقية من الأحساء بشكل شريطي إلى الشمال مرورا ببقيق وعين دار والنعيرية والقرية العليا وصولاً إلى حفر الباطن. هذه الواحات والقرى يتم ربطها بقناة مائية من مياه الخليج العربي والاستفادة من الأمطار وتأخذ في الاعتبار محاور الطرق القائمة. ودراسة مدى ما ستضيفه القرى والواحات المقترحة من مساحات خضراء ومساحات مائية في المنطقة الصحراوية، ومدى الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مراحل بناء وتشغيل مكونات المشروع في المساكن للواحات ووسائل النقل داخل القناة المائية. وأخيراً وليس بآخر؛ فإن مبادرة دراسة تخطيط وبناء قرى وواحات الطاقة السياحية بالمنطقة الشرقية تتطلب دراسة مدى تأثير ذلك في تعزيز اقتصاد المنطقة وتنويعه من خلال إضافة أنشطة اقتصادية جديدة كقرى الطاقة المتجددة والسياحة. كما أن ذلك سوف يساهم في الحفاظ على التراث والهوية وزيادة الفرص الوظيفية لتحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وسنطرح في مقالات قادمة إن شاء الله مزيدا من المبادرات ذات العلاقة بالتخطيط الإقليمي والعمراني لتطوير المنطقة الشرقية.