أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى البداية الموفقة لهيئة تطوير المنطقة الشرقية والمتمثلة في الملتقى، الذي عقدته هيئة تطوير المنطقة الشرقية لصياغة الرؤية والتوجه الإستراتيجي للمنطقة الشرقية والتعريف بمشروع (الرؤية والتوجه الإستراتيجي والبناء المؤسسي لمنطقة وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، الذي يجري إعداده بالتعاون مع تحالف عدة شركات بقيادة شركة ماكنزي). وقد أكدت في ذلك المقال ضرورة إبراز محور التخطيط الإقليمي والعمراني باعتباره المحور والركيزة المهمة في هذه الرؤية، إذ يتم من خلاله الترجمة المكانية لباقي محاور الرؤية من خلال مخطط إقليمي يعكس الرؤية الإستراتيجية للمنطقة ومحافظاتها ومراكزها، ويقدم تصورا واضحا لمشاريع التنمية، التي تحتاجها وفق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المتوازنة والمستدامة. وهنا أطرح مبادرتين مهمتين ستساهمان في تطوير المنطقة الشرقية. المبادرة الأولى تعنى بعمل مخطط إقليمي شامل للمنطقة للوقوف على الفرص والعوائق التنموية في مدن وقرى المنطقة، وما تحوي من إمكانات وموارد بشرية وميزات نسبية اجتماعية واقتصادية وبيئية وثقافية لاستغلالها الاستغلال الأمثل في إطار تخطيط إقليمي شامل يعمل على رفع مستوى المعيشة وجودة الحياة ويحقق أهداف التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030. المبادرة الثانية، وفي ضوء الصلاحيات الجديدة، التي منحت لهيئات المناطق، هي تطوير نظام تخطيط عمراني خاص بالمنطقة الشرقية يلائم طبيعتها البحرية والصحراوية والزراعية، وكذلك موقعها المهم على ساحل الخليج العربي، ويساهم في إدارة وتطوير مدن وقرى المنطقة ويحدد المهام والصلاحيات لجميع القطاعات الحكومية والخاصة المشاركة في التخطيط والتنمية العمرانية ويحقق التكامل في مراحل التنفيذ ومتابعة التطوير. وأخيراً وليس بآخر، فإن هاتين المبادرتين من المتوقع أن تساهما في تطوير المنطقة الشرقية وفق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المتوازنة والمستدامة، وسوف نطرح في مقالات قادمة -إن شاء الله- مزيدا من المبادرات التخطيطية ذات العلاقة بالتخطيط الإقليمي والعمراني لتطوير المنطقة الشرقية.