بعد ثمانية أسابيع من النطاق العرضي بدأت الحركة السعرية للمؤشر العام لسوق الأسهم السعودية الاتجاه صعوداً بعد نجاحه في الإغلاق نهاية الأسبوع الماضي فوق مقاومة 8.700 نقطة، محققاً بذلك مكاسب أسبوعية بلغت 125 نقطة أي بنسبة 1.47%، ويبدو أن لاستمرار ارتفاع أسعار النفط وتسجيلها قمما سعرية جديدة منذ بداية العام الحالي ودخول السوق السعودية لمؤشريّ «فوتسي» و«إم إس سي أي» للأسواق الناشئة دورا كبيرا في هذا الأداء الإيجابي للأسهم السعودية في ظل غياب المؤثرات المحلية والخارجية. وقد بدأ إدراج المرحلة الأولى من شركات السوق السعودية في المؤشريَن المذكوريَن يوم الإثنين الماضي وهو ما سيساعد خلال الفترة القليلة القادمة على ارتفاع نسب السيولة في السوق السعودية بحسب جاذبية الشركات ذات العوائد من عدمها. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت حوالي 16.2 مليار ريال مقارنةً بنحو 15.6 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وبما أن هذا الارتفاع في السيولة تزامن مع اختراق لمقاومة مهمة، فإن تلك بلا شك إشارة إيجابية لكنها غير مؤكدة لأن السوق تحتاج الآن إلى الاستقرار فوق 8.700 نقطة حتى يتأكد الاتجاه الصاعد، ومراقبة حركة السيولة أثناء هذه الفترة مهمة للغاية لأنها هي مَنْ ستحدد ماهية هذا الاستقرار، وهل بالإمكان التعويل عليه أم لا؟ » التحليل الفني يبدو أن المعطيات الماضية كانت في مجملها صحيحة من حيث إن الاستقرار بين مستويي 8.700 نقطة و8.400 نقطة كانت لبناء قواعد سعرية لتمكن السوق من البدء في مسار صاعد جديد، وهذا بالفعل ما يبدو أن المؤشر العام بصدده هذه الفترة، حيث إن اختراق مقاومة 8.700 نقطة نهاية الأسبوع الماضي أعطى مؤشراً جيداً على أن المسار الصاعد المنتظر بدأ بالفعل، ولكن لابد من تضافر جميع القطاعات القيادية الفترة المقبلة حتى يتمكن السوق من ملامسة مستوى 9.000 نقطة. أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع البنوك قد اقترب كثيراً من اختراق قمته التاريخية عند 8.376 نقطة، وهذا يعني أن هناك قمة تاريخية جديدة سيتم تسجيلها لاحقاً، وهذا مؤشر إيجابي للمصارف وللسوق بشكل عام. كذلك الحال على قطاع المواد الأساسية، الذي يتداول عند أعلى نقطة له منذ بداية العام، ويبدو أن الزخم الشرائي ما زال محتفظاً بقوته ما يعني أن القطاع ما زال لديه الكثير ليعطيه الأيام القادمة بشرط المحافظة على دعم 5.700 نقطة. ورغم أن قطاع إدارة وتطوير العقارات ما زال في مسار تصحيحي إلا أنه محتفظ حتى الآن بمستوى 3.200 نقطة، وهذا يعني أن مرحلة التصحيح الحالي هي تهيئة لمسار صاعد جديد سيساعد السوق بلا شك على الاستمرار في المسار الإيجابي. وقد لفت انتباهي الأسبوع الماضي حجم السيولة الكبير على سهم جبل عمر، الذي بلغ 313 مليون ريال وهو أعلى مستوى سيولة منذ مايو من العام الماضي، وقد تزامن ذلك مع احترام دعم 31.30 ريال ما أعطى إشارة إيجابية على أن السهم بصدد البدء في مسار صاعد، وهذا سيدفع بالقطاع وبالسوق بشكل مجمل إلى الأداء الإيجابي. » أسواق السلع العالمية بعد وصول خام غرب تكساس إلى مستوى 60 دولارا بدأت الحركة بالضعف، وهذا نتيجة فتح عقود البيع الكبيرة على الخام مما يعني أن الخام أصبح أقرب إلى التصحيح لكن يتبقى كسر دعم 57.50 دولار للتأكد من هذه الفرضية، لكن إذا عاد فوق مستوى 60 دولارا، واستقر فوقها فإنه يعني إلغاء هذا السيناريو. كذلك الحال على خام برنت، الذي اصطدم بمقاومة صعبة على مشارف 68.50 دولار، ولم يتمكن من اختراقها ما يعني أنه بصدد التراجع حتى دعوم بين 62 و64 دولارا وباحترام هذه الدعوم سيستأنف الخام مساره الصاعد لما فوق المقاومة النفسية عند 70 دولارا للبرميل.