بعد تكاتف العديد من الشركات القيادية أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على مكاسب بنحو 46 نقطة أي بنسبة 0.40%، ورغم ضعف هذه النسبة إلا أنه يُعتبر أمرا جيدا نظراً إلى التذبذبات القوية للسوق خلال الأسبوعين الماضيين، وقد أدى ذلك الأمر إلى تحقيق قمة سعرية جديدة خلال ثلاثة أشهر. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت 21.2 مليار ريال مقارنةً بنحو 18.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة أمر جيد، حيث إنه مرتفع بنسبة معقولة وبتزامن مع الحركة السعرية الصاعد، لذا من المتوقع أن يستمر السوق في مسار الصاعد ربما حتى المقاومة التالية. وأعتقد أن للحركة السعرية الجيدة على العديد من القطاعات القيادية خاصةً البنوك وتطوير وإدارة العقارات أثرا بارزا على ارتفاع السيولة. ويبدو أن للارتفاعات الجيدة على أسعار النفط والتوجه الاستثماري للدولة أثرا واضحا على السلوك الإيجابي للسوق، هذا بالإضافة إلى توجه العديد من المستثمرين إلى الاستثمار في سوق الأسهم بعد صعوبة الاستثمار في الأنشطة التجارية الأخرى؛ نظراً لما تعيشه من صعوبات وتحديات تجعل المستثمر يخشى الدخول في أي نشاط تجاري في الفترة الراهنة. التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني أرى أن المؤشر العام لا يزال يحترم دعم 7.200 نقطة، لذا لا يمكن الحديث عن أي مسار تصحيحي هابط ما دام المؤشر فوق هذه النقطة، وأعتقد جازماً أن ذلك أحد أهم أسباب بقاء المؤشر ضمن مساره الصاعد خلال الأسبوعين الماضيين، رغم الضغط الذي واجهه السوق خلال بعض الجلسات. وبما أن السوق في مسار صاعد حتى الآن فيجب الانتباه للقمة السابقة عند 7.430 نقطة تقريباً، وهي أهم مقاومة في الفترة الحالية، ولا شك أن الاستقرار فوقها يعني أن السوق غالباً سيحقق قمة جديدة فوق القمة التاريخية القريبة 7.590 نقطة. ويبدو أن هناك تبادل أدوار واضحا بين شركات قطاع إدارة وتطوير العقارات جعلها من أكثر القطاعات جذباً للسيولة خلال الفترة الماضية وذلك بفضل الارتفاعات اللافتة على أسهمه، ورغم التصحيح القوي الذي ضرب القطاع بدفع رئيس من سهم دار الأركان إلا أن القطاع احترم الأسبوع الماضي دعم 4.370 نقطة، وهذا يشير إلى أن القطاع بصدد الدخول في مسار صاعد جديد. أيضاً أجد أن قطاع البنوك اقترب كثيراً من قمة 5.700 نقطة، وهي أعلى قمة للقطاع منذ أكثر من عامين، وعند الثبات فوق النقطة آنفة الذكر سيتأكد التوجه نحو المقاومة الأهم والأصعب من الناحية الفنية عند 6.050 نقطة. أسواق السلع العالمية بعد اختراق خام برنت لقمة 66$ أصبح من الواضح الآن أنه سيتجه نحو المقاومة الأصعب عند 69$ ومن المرجح عندها أن يبدأ الخام في مسار هابط، لكن لا يمكن الجزم بذلك حتى تتضح ملامح السلوك السعري عندها. كذلك الحال على خام نايمكس والذي أصبح أقرب من أي وقت مضى لمقاومة 65$ والتي قد تكون هي الهدف النهائي للمسار الحالي، ولا يمكن الحديث عن أي مسار هابط ما دام الخام يتداول فوق مستوى 59$ للبرميل. ومع استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية سواءً لأسواق الأسهم أو السلع فإن المتضرر الأكبر من ذلك هو الدولار وقد ظهر ذلك جلياً من خلال التحرك الإيجابي القوي للذهب حيث حقق مكاسب سوقية بواقع 90$ أي بنسبة 7% خلال أقل من شهر ومن المتوقع أن يستمر ذلك الصعود ما دام المعدن الأصفر محافظاً على دعم 1.300$ للأونصة.