رغم الخسائر التي مني بها المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، مطلع الأسبوع الماضي، إلا أنه تمكن في آخر جلستين من تعويض تلك الخسائر بل وأغلق على مكاسب بلغت 14 نقطة فقط، وضآلة المكاسب ربما تشير إلى ضعف الأداء لكن تعويض جميع الخسائر والتي بلغت أكثر من 70 نقطة تبين رغبة السوق في الدخول في مسار صاعد خاصة بعد احترام دعم 7.000 نقطة وللأسبوع الثالث على التوالي. أما من حيث السيولة فقد بلغت للأسبوع المنصرم حوالي 14.8 مليار ريال مقارنة بنحو 15.5 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وبقاء السيولة ضمن المستويات السابقة مع احترام الدعم المذكور آنفا يدل على أن هناك عمليات شراء حقيقية ربما تقود المؤشر العام هذا الأسبوع بحول الله إلى الاستمرار على نهجه الإيجابية والاقتراب من المقاومة الأولى عند 7.350 نقطة لكن من المهم ارتفاع القيم السوقية مع كل عملية ارتفاع قادمة حتى يحافظ السوق على زخمه الشرائي ويواكب حركته السعرية. ما زالت المؤشرات الفنية من وجهة نظري تشير إلى أن السوق بصدد الدخول في مسار صاعد لكن لا يتأكد ذلك إلا باختراق مقاومات 7.350 نقطة ثم 7.590 نقطة، ويبدو أن الحركة التصحيحية التي اجتاحت العديد من القطاعات القيادية خلال الأسابيع القليلة الماضية آخذة في الانحسار وهذا يبدو ظاهرا من خلال ميل تلك القطاعات للأداء الإيجابي خلال الأيام القليلة القادمة، وإذا ما استمرت على هذا النحو ربما نشهد تحركات سعرية إيجابية ملفتة لتلك القطاعات مما سيدعم حركة السوق ويساعده على اختراق المقاومات الهامة. ومن تلك القطاعات قطاع المواد الأساسية والذي تماسك فوق دعم 4.700 نقطة وأغلق بشمعة إيجابية مؤكدة مما يعني أن بصدد الصعود هذا الأسبوع حتى مشارف 4.800 نقطة. أما قطاع البنوك فقد حقق قمة جديدة مقارنة بالأسبوعين الماضيين بفضل التحركات الجيدة لمصرف الراجحي والبنك الأهلي وهذا ينبئ عن استهداف القطاع لمقاومة 5.450 نقطة. أيضا أجد أن الإيجابية بدأت تتضح بصورة كبيرة على قطاع إدارة وتطوير العقارات بعد الانطلاق من مستوى 4.500 نقطة إلى 4.640 نقطة ويبدو أنه عاقد العزم على الاستمرار حتى المقاومة الأهم عند 4.730 نقطة والتي ربما عنده تبدأ عمليات جني الأرباح على شركات القطاع. بعد أن حقق خام برنت قمة عند مستوى 53.60 دولار تعتبر هي الأعلى خلال ثلاثة أشهر بدأت عملية تصحيحية قادت الخام للتراجع حتى الدعم الأهم عند 50 دولارا وقد تمكن الخام من احترام تلك النقطة بنجاح وارتد صعود حتى أغلق بنهاية جلسة الجمعة الماضية عند 52.86 دولار للبرميل. وأتوقع أن عملية التصحيح لم تنته حتى الآن؛ لأنه لم يتم اختراق قمة 53.60 دولار وباختراق هذا الأخير سيتوجه الخام لمقاومات 56 دولارا ثم 58.40 دولار وهي أعلى قمة للخام خلال عامين وسواء انتهى التصحيح أم لا فإن بقاء الخام فوق 50 دولارا يعني أن الخام أصبح رسميا في مسار صاعد. واعتقد أن وصول برنت إلى ما فوق مستوى 60 دولارا يحتاج إلى أخبار قوية تدعم ذلك الاختراق، ويمكن أن تكون تلك الأخبار قادمة من اجتماعات الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج أوبك بقيادة المملكة وروسيا وبدعم أمريكي لتلك القرارات.