أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على مكاسب بنحو 103 نقاط أي بنسبة 1.22%، وذلك بعد أن تراجع مطلع الأسبوع واحترم دعم 8.400 نقطة بكل اقتدار مما أعطى إشارة إيجابية مهمة على أن السوق متماسك ومحافظ على نقاطه الرئيسة، وهذا أمر مهم جداً خاصةً خلال المرحلة الحالية، التي تخلو من الأخبار المؤثرة لكن مع ذلك لا يمكن الجزم بأن المسار الصاعد قد استأنف حركته، لأن السوق ما زال في مسار عرضي للأسبوع الثامن على التوالي فمتى ما اخترق مقاومة 8.700 نقطة، واستقر أعلى منها حينها يمكن الجزم بأن السوق متجه نحو مستوى 9.000 نقطة على الأقل. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت حوالي 15.6 مليار ريال مقارنةً بنحو 12.5 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة المتزامن مع احترام الدعوم المذكور آنفاً يشير إلى أنه ناجم عن شراء حقيقي وليس مجرد تدوير في الأسهم القيادية، ولذا فإن الأمور أصبحت أكثر منطقية لتسجيل السوق قمة جديدة، خاصةً أن الحركة السعرية لأسعار النفط توحي بأن الخامات متجهة لتحقيق قمم جديدة هي الأخرى. » التحليل الفني يبدو أن الأمور الفنية أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق المؤشر العام لقمة سنوية جديدة، وذلك بعد حركة التصحيح العرضي، التي ما زال السوق يتداول خلالها، لذا فإنه من المتوقع أن يتجاوز السوق قمة 8.700 نقطة خلال أيام لكن المهم الاستقرار فوقها وليست مجرد الاختراق؛ لأن الاستقرار يعني بناء قواعد سعرية جديدة تساعد السوق على الاستمرار في الصعود. أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع البنوك ما زال محافظاً على دعم 8.000 نقطة، وهذا أمر إيجابي خاصة أن الارتداد بعد ملامسة الدعم أتى بسيولة عالية مما يوضح أن هناك دخول سيولة في القطاع لكن المهم الآن هو اختراق مقاومة 8.400 نقطة حتى يتم التأكد بأن القطاع دخل الإيجابية بشكل رسمي. أيضاً أجد أن قطاع المواد الأساسية قد تمكن من تسجيل قمة سنوية جديدة، وأصبح بالقرب من مقاومة 5.800 نقطة، وذلك بفضل الأداء الإيجابي لبعض الأسهم القيادية مثل التصنيع وكيان وهذا بلا شك أعطى دفعة قوية للسوق للصعود. ولا أنسى هنا أن أذكر أن أحد أبرز أسباب صعود السوق هو قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذي وصل لأعلى نقطة تاريخية له الأسبوع الماضي، وذلك بفضل تضافر الجهود من أسهم الاتصالات السعودية واتحاد اتصالات وزين السعودية، التي دفعت القطاع لاختراق مقاومة 6.200 نقطة والإغلاق أعلى منها مما جعل المجال مفتوحاً للوصول للمقاومة الثانية عند مستوى 6.470 نقطة لكن لا ننسى أنه مع كل مقاومة يخترقها القطاع ترتفع المخاطرة أكثر. » أسواق السلع العالمية رغم الأداء الضعيف في الحركة السعرية لأسعار النفط إلا أنها تمكنت من تسجيل قمم سنوية جديدة الأسبوع الماضي، فخام نايمكس اقترب كثيراً من مقاومة 60$، التي تُعتبر العقبة الأولى له في مساره الصاعد الحالي ولا شك أن اختراقها مهم جداً حتى يستمر الصعود حتى مشارف 63.75$. كذلك الحال على خام برنت، الذي لامس مقاومة 68.50$ خلال الأسبوع الماضي لكنه لم يتمكن من اختراقها مما جعل المجال مفتوحاً أمام حركة تصحيحية الأيام المقبلة. ومع استمرار قوة أداء الدولار يبدو أن التصحيح السعري القوي، الذي ضرب أسعار الذهب الأسبوعين الماضيين سيستمر عدة أسابيع لكن المهم في الموضوع أن المعدن الأصفر تمكن من احترام دعمه الأول عند 1.285$ للأوقية، وهذا سيخلق نوعا من الاستقرار له.