عبر العراقيون عن رفضهم لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بلادهم، فيما لقي ترحيبا من الحكومة والميليشيات، وتزامناً مع ذلك، حذّر مراقبون من الاتفاقيات التي قد تصب في مصلحة النظام الإيراني على حساب المصالح العراقية. وأطلق ناشطون عراقيون هاشتاغ #لا_لروحاني_في_العراق، لرفض نفوذ نظام طهران المتزايد في العراق. بدورها، عبرت واشنطن عن استيائها من الزيارة مؤكدة أن طهران تريد تحويل العراق إلى محافظة إيرانية وتسعى لتكريس الطريق البري لنقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان. ويؤكد مراقبون عراقيون من جهة أخرى، أن زيارة روحاني أتت للتأكيد على أن العراق هو منفذها إلى العالم في مواجهة العقوبات الأمريكية. » ثلاث رسائل وقال المستشار الإستراتيجي الأسبق بوزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري ل«اليوم»: إن الزيارة جاءت بعد أن شعرت إيران بضغط كبير جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية، والحصار الاقتصادي الذي أثر على الوضع العام فيها، كما أن هناك تململا كبيرا من الشعوب الإيرانية ضد سياسات حكوماتها وتدخلها في الدول العربية والإقليمية بالمنطقة، والذي تسبب في إرهاق كاهل المواطن الإيراني وأثار حفيظته. وأكد الجبوري أن هذه الزيارة غير مرحب بها في الأوساط الشعبية العراقية، وهناك العديد من الانتقادات التي وجهت لها. » رسالة إيرانية وأضاف الجبوري: إن هذه الزيارة ترسل رسالة إيرانيةلأمريكا مفادها بأننا موجودون في العراق، ونستطيع أن نقلل من حدة تأثير الحصار الاقتصادي المفروض علينا من خلال هيمنة الأحزاب الموالية في العراق على مقاليد السلطة. وأيضاً تبعث الزيارة برسالة إلى الداخل الإيراني بأننا لا نزال فاعلين ولدينا أسواق ومواقع في المنطقة لتهدئة النغمة، ثم رسالة إلى الداخل العراقي بأن بلادهم هي الحديقة الخلفية. واستطرد الجبوري: نحن نعلم أن هناك تذمرا كبيرا في الداخل العراقي، مع انتفاضة شعبية ضد الوجود الإيراني خصوصاً في المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية. وكذلك محاولات إيرانية لإعادة تفعيل اتفاقية الجزائر مستغلة ضعف الحكومة العراقية وتبعيتها لها، وهذا حتماً سيصب في صالح طهران، وسيقتطع جزءا كبيرا من الأراضي العراقية. وأكد الجبوري أن الحكومة العراقية لا تستطيع أن تحد من التدخلات الإيرانية، فأذرع طهران في العراق والمتمثلة بميليشياتها تشكل حاجز صد لأمريكا خارج الأراضي الإيرانية، والعراق سيدفع الثمن غالياً إذا حدثت أي مواجهة عسكرية بين إيرانوأمريكا. » أصل المشكلة وفي السياق، علق المحلل السياسي غانم العابد، على تصريح الرئيس العراقي برهم صالح الذي قال فيه: إن إيران مهمة لاستقرار المنطقة، قائلا: إنها جزء من المشكلة، وهي عامل يؤدي إلى عدم استقرار المنطقة وليس العكس. ولفت الغانم إلى أن الحكومة العراقية لم تتعامل مع المبدأ الذي يقول: إن إيران هي من تحتاج العراق، فلن تستطيع مثلاً أن تفتح ملف الأسرى العراقيين الذين تحتفظ بهم من أيام الحرب العراقيةالإيرانية التي انتهت منذ أكثر من 30 عاما، أو ملف قطع المياه، أو أن تطلب من الإيرانيين منع تدفق المخدرات، وغيرها، فكان الأجدى بالحكومة العراقية أن تستعمل هذه الملفات كورقة مساومة بالتفاوض مع إيران في وقت احتياجها لها. » طلب مساعدة من جانبه، قال الباحث العراقي في الشؤون الأمنية والجماعات المتطرفة هشام الهاشمي: إن إيران جاءت لتشجيع العراق للتعاون معها للتحايل على العقوبات، كما أن روحاني بنفسه جاء ليطلب مساعدة العراق لرفع جزء من الضغط الذي يقع عليه بسبب هذه العقوبات. وقال الهاشمي: «أظن أن رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي سيكون حذرا من أن يغضب أمريكا»، وقال: «أظن أن إيران لا يعنيها أن تكون العراق قوية بقدر أن يكون العراق ضعيفا يحتاج إليها». » واشنطن ترد من ناحيته، علق الممثل الأمريكي الخاص بإيران، برايان هوك، أمس الثلاثاء، على زيارة روحاني إلى بغداد، بقوله: إنه من المهم أن يتساءل العراقيون عن دوافع زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق. وأضاف هوك: «إذا كان الأمر يتعلق بأمن وسيادة واستقرار العراق، فإن إيران ليست الجواب، تريد إيران فتح طريق عسكري سريع عبر شمال الشرق الأوسط، يمكن استخدامه من قبل الحرس الثوري لنقل الصواريخ والأسلحة والمقاتلين، فإيران تريد تحويل العراق لمحافظة إيرانية».