سؤال تم طرحه في أكثر من مناسبة وتمت الكتابة عنه بصور تحليلية دقيقة. والسؤال هو: هل كانت عملية 11 سبتمبر 2001م الإرهابية موجهة ضد أمريكا، أم أنها في حقيقة الأمر موجهة ضد المملكة العربية السعودية من خلال عملية إرهابية يتم فيها الزج باسم المملكة ووضعها في خط تصادم مع إحد أهم الدول الصديقة إستراتيجيا؟ أنشطة أي منظمة إرهابية أو حركة مسلحة تحتاج إلى عنصرين أساسيين. وهما الموارد المالية ومساحة مفتوحة تتيح حرية الحركة. وقد كان ذلك واضحا أكثر للعالم في فترة الستينيات خاصة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية التي كان من أحد أهم النجاحات لمحاربة هذه المنظمات هو متابعة مصادر التمويل وقطعها. فهذه الحركات المسلحة بغض النظر عن فكرها الأيدولوجي تحتاج إلى التأكد من ولاء سكان المناطق التي تعمل فيها من خلال استخدام المادة لإغرائهم بالسكوت وتضليل السلطات الرسمية. وفي الوقت الحالي عاد الحديث عن منظمة القاعدة الإرهابية من خلال خبر إسقاط الجنسية السعودية عن «حمزة» نجل زعيم القاعدة الهالك أسامة بن لادن. وبعد ذلك قامت وزارة الخارجية الأمريكية بالإعلان عن مكافأة مليون دولار لمن يدلي بأية معلومات تؤدي للقبض على نجل أسامة بن لادن. وهذا الحدث أعاد للذاكرة علاقة منظمة القاعدة بإيران بغض النظر عن اختلاف الأيدولوجيات والأسباب. فبعد عملية 11 سبتمبر الإرهابية كان واضحا أن منظمة القاعدة كانت تحتاج إلى تمويل مادي وأيضا حرية حركة من الداخل الأفغاني. وفي هذه الحالة لم يكن لدى هذه المنظمة القدرة على التحرك شرقا أو جنوبا باتجاه باكستان ولا التحرك شمالا باتجاه دول المنظومة السوفييتية السابقة. وهذا يترك للقاعدة وأفرادها اتجاها واحدا وهو باتجاه الغرب نحو إيران، والتي اتضح لاحقا أنها كانت تؤوي أفرادا من القاعدة وأسرهم. ورغم أن ذلك كان صدمة لمن كان يحمل أفكارا معادية لإيران وتعاطفا مع القاعدة، إلا أن هذا كان هو الواقع. وبالطبع كانت إيران ولا تزال تستخدم أعضاء القاعدة كورقة ضغط وتلاعب بأعضائها الذين لا يوجد خيار لديهم. باختصار شديد.. القاعدة وأعضاؤها لديهم أيدولوجية معادية لإيران، لكنهم في الواقع يعيشون تحت حمايتهم ويتم توجيههم من إيران وسط ظاهرة واضحة وهي أن القاعدة إداة يتم استخدامها واستغلالها من أطراف متناقضة.