أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس أمام مجلس العموم ان أسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" مسؤولان عن الاعتداءات الإرهابية يوم 11 ايلول سبتمبر 2001. وقال ان بلاده تملك أدلة كافية ضد إبن لادن، أورد بعضها في وثيقة من 20 صفحة أودعها لدى البرلمان. وجاء في نص الوثيقة ترجمة غير رسمية: "المسؤولية عن المجازر الارهابية في الولاياتالمتحدة 4 تشرين الاول/اكتوبر 2001 "لا تزعم هذه الوثيقة انها تشكل ادعاء يمكن تقديمه الى المحاكم ضد أسامة بن لادن. اذا لا يمكن في حالات كثيرة استعمال معلومات الاستخبارات كأدلة، بسبب قواعد مقبولية الأدلة في المحاكم من جهة، والحاجة الى حماية مصادر المعلومات من الجهة الثانية. لكن حكومة صاحبة الجلالة، بناء على كل المعلومات المتوافرة لها، واثقة بصحة النتائج الواردة في هذه الوثيقة". المسؤولية عن المجازر الارهابية في الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر 2001 مقدمة: 1 - النتائج الواضحة التي استخلصتها الحكومة كما يأتي: × أسامة بن لادن، وشبكة الارهاب التي يرأسها "القاعدة"، خططا ونفذا المجازر في 11 أيلول سبتمبر. × أسامة بن لادن و"القاعدة" لا تزال لهما الارادة والموارد للقيام بالمزيد من المجازر. × المملكة المتحدة ومواطنوها من بين الاهداف المحتملة. × أسامة بن لادن و"القاعدة" تمكنا من ارتكاب هذه المجازر بسبب تحالفهما مع نظام "طالبان"، الذي سمح لهما بحرية التحرك للقيام باعمالهما الارهابية. 2 - مصدر المعلومات عن 1998 والسفينة الحربية الأميركية "كول" هو الاتهامات الرسمية ومصادر الاستخبارات. مصدر المعلومات عن 11 أيلول سبتمبر 2001 الاستخبارات والتحقيقات الجنائية حتى الآن. وإذ لا يمكن اعطاء التفاصيل فيما يخص بعض أوجه القضية، فان الوقائع واضحة بناء على معلومات الاستخبارات. 3 - هذه الوثيقة لا تشمل كل المعلومات لدى حكومة صاحبة الجلالة، اخذاً في الاعتبار الحاجة المستمرة والمطلقة لحماية المصادر. تلخيص: 4 - الوقائع ذات العلاقة تبين ما يلي: الخلفية × "القاعدة" منظمة ارهابية مرتبطة بشبكة عالمية. ويعود وجود "القاعدة" الى أكثر من عشر سنوات، وقد أسسها وقادها دوما أسامة بن لادن. × أسامة بن لادن و"القاعدة" يمارسان الجهاد ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها. من بين اهدافهما المعلنة قتل المواطنين الأميركيين وشن الهجمات على حلفاء أميركا. × أسامة بن لادن و"القاعدة" يتخذان أفغانستان قاعدة لهما منذ 1996 لكن لهما شبكة للعمليات في انحاء العالم. من بين ما تشمله الشبكة معسكرات التدريب والمستودعات ومرافق الاتصال والمعاملات الاقتصادية القادرة على الحصول على مبالغ مهمة من المال لدعم العمليات. من بين الأنشطة الاستغلال على نطاق مهم لتجارة المخدرات من أفغانستان. × بين "القاعدة" ونظام "طالبان" تحالف يقوم على الاعتماد المتبادل. اذ يقدم أسامة بن لادن و"القاعدة" الى "طالبان" الدعم المادي والمالي والعسكرى، ويشترك الطرفان في استغلال تجارة المخدرات. ويسمح نظام طلبان لابن لادن بتشغيل معسكرات التدريب على الارهاب والقيام بنشاطاته من أفغانستان، كما يحميه من الهجمات الخارجية ويحمى مخزون المخدرات. ولم يكن باستطاعة أسامة بن لادن القيام بنشاطاته الارهابية من دون التحالف مع نظام "طالبان" وتلقي الدعم منه. بالمقابل فان سلطة "طالبان" ستضعف في شكل خطير من دون الدعم المالي والعسكري من أسامة بن لادن. × لأسامة بن لادن والقاعدة القدرة على القيام بهجمات ارهابية رئيسية. × ادعى أسامة بن لادن بالمسؤولية عن الهجوم على الجنود الأميركيين في الصومال في تشرين الأول اكتوبر 1993، الذي قتل فيه 18 جندياً، وعن الهجوم على سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في آب أغسطس 1998 الذي ادى الى مقتل 224 شخصا وجرح نحو خمسة الاف غيرهم، كما ان هناك ما يربطه بالهجوم على السفينة الحربية الأميركية "كول" في 12 تشرين الأول اكتوبر 2000 الذي أدى الى مقتل 17 من طاقم السفينة وجرح 40 غيرهم. × أنهم سعوا الى الحصول على مواد نووية وكيماوية لاستعمالها أسلحة للارهاب. فيما يخص الهجمات الارهابية في 11 أيلول سبتمبر 5 - علمنا بعد 11 أيلول سبتمبر أن أسامة بن لادن، قبل الهجوم بوقت قصير، أشار الى انه على وشك شن هجوم رئيسي على أميركا. وقام بتنفيذ الخطة المفصلة للهجمات الارهابية في 11 أيلول سبتمبر واحد من أعوانه المقربين. وتأكد بعد الهجمات أن ثلاثة على الاقل من ال19 شخصا الذين خطفوا الطائرات، لهم روابط مع "القاعدة". وكانت الهجمات في 11 أيلول سبتمبر مشابهة، من حيث طموحها والتأثير المطلوب لها، للهجمات السابقة التي قام بها أسامة بن لادن و"القاعدة"، كما أن هناك سمات مشتركة بين كل هذه الهجمات، خصوصا من هذه النواحي: × المهاجمون الانتحاريون: 1 نسقوا شن الهجمات خلال يوم واحد. 2 الهدف كان ايقاع العدد الأكبر من الخسائر البشرية الأميركية. 3 أبدوا لا مبالاة تامة بالضحايا الآخرين، من ضمن ذلك المسلمين. × التخطيط الدقيق على المدى البعيد 1 عدم اعطاء تحذير مبكر. 6 - تحتفظ "القاعدة" بالقدرة والارادة للقيام بالمزيد من الهجمات على الولاياتالمتحدة وحلفائها، من ضمنهم المملكة المتحدة. 7 - "القاعدة" لا تعطي تحذيراً مسبقاً من هجوم ارهابي. الوقائع أسامة بن لادن و"القاعدة" 8 - في 1989 أسس أسامة بن لادن وآخرون مجموعة ارهابية دولية باسم "القاعدة". أسامة بن لادن هو رئيس "القاعدة" منذ ذلك الحين. 9 - قاعدة أسامة بن لادن من 1989 الى 1991 كانت في أفغانستان وفي بيشاور في باكستان. وانتقل في 1991 الى السودان حيث بقي الى 1996، وعاد السنة نفسها الى أفغانستان، حيث بقي الى الآن. نظام "طالبان" 10 - برزت حركة "طالبان" أوائل التسعينات من مخيمات اللاجئين الأفغان في باكستان، وتمكنت بحلول 1996 من السيطرة على كابول. ولا يزال النظام يخوض حرباً أهلية دموية من أجل السيطرة على كل أفغانستان. قائد "طالبان" هو الملا محمد عمر. 11 - في 1996 عاد أسامة بن لادن الى أفغانستان وأقام علاقة وثيقة مع الملا عمر ورمى بكل ثقله وراء "طالبان". بين أسامة بن لادن والملا عمر تحالف وثيق يعتمد عليه وجود الطرفين. ويتشارك الاثنان في القيم والرؤية الدينية. 12 - قدم أسامة بن لادن لنظام "طالبان" المقاتلين والسلاح والمال لقتال التحالف الشمالي. وهو يشارك بقوة في التدريب العسكري والتخطيط والعمليات التي يقوم بها نظام "طالبان"، وله ممثل في بنية القيادة العسكرية ل "طالبان". كما قدم أيضا مساعدات فيما يخص البنى التحتية والمعونة الانسانية. قوات أسامة بن لادن تخوض الحرب الأهلية الأفغانية جنبا الى جنب مع "طالبان". 13 - وفّر الملا عمر الى بن لادن ملاذا آمنا يتمكن من العمل فيه، وسمح له باقامة معسكرات في أفغانستان للتدريب على الارهاب. ويتشارك الاثنان في استغلال تجارة المخدرات من أفغانستان. ويسمح نظام "طالبان" لتنظيم القاعدة، مقابل الحصول على الدعم الفاعل من التنظيم، بالعمل بحرية في أفغانستان، من ضمن ذلك التخطيط والتدريب والتهيئة للقيام بالنشاط الارهابي. اضافة الى ذلك يوفر نظام طالبان الحماية لمخزون المخدرات. 14 - أثارت الولاياتالمتحدة مع نظام "طالبان"، منذ استيلاء الحركة على كابول في 1996، عددا كبيرا من القضايا، من بينها المساعدات الانسانية والارهاب. ووفرت الولاياتالمتحدة ل "طالبان"، قبل وقت طويل من 11 أيلول سبتمبر 2001، أدلة على مسؤولية القاعدة عن الهجومين الارهابيين في شرق أفريقيا. وقدمت هذه الأدلة الى كبار قادة طالبان بناء على طلبهم. 15 - أوضحت الولاياتالمتحدة الى نظام "طالبان" أن القاعدة قتلت مواطنين أميركيين وخططت لقتل المزيد منهم. وعرضت العمل مع "طالبان" لطرد الارهابيين من أفغانستان. ولم تؤد هذه المحادثات التي استمرت منذ 1998الى نتيجة. 16 - في حزيران يونيو 2001، وازاء الادلة المتزايدة على التهديد الذي يمثله تنظيم "القاعدة"، حذرت الولاياتالمتحدة نظام "طالبان" بان لها حق الدفاع عن النفس وانها ستحمّل النظام مسؤولية الهجمات على مواطنين أميركيين يقوم بها ارهابيون يحتمون في أفغانستان. 17 - قامت الولاياتالمتحدة بذلك بدعم من الأممالمتحدة. وفي قراره 1267 دان مجلس الأمن بن لادن بسبب رعايته الارهاب الدولي وتشغيل شبكة من معسكرات الارهاب، وطالب نظام "طالبان" بتسليم بن لادن من دون تأخير لكي يواجه العدالة. 18 - بالرغم من الأدلة التي قدمتها الولاياتالمتحدة عن مسؤولية بن لادن والقاعدة عن التفجيرات في شرق أفريقيا في 1998، وبالرغم من التوقع الدقيق للمزيد من المجازر، وبالرغم من مطالبة الأممالمتحدة، فقد كان جواب نظام "طالبان" أن ليس هناك أدلة ضد أسامة بن لادن وان النظام لن يطرده أو يطرد شبكته. 19 - وصف مسؤول حكومي أفغاني سابق "طالبان" وابن لادن بانهما "وجهان لعملة واحدة. اذا لا بقاء لأسامة بن لادن في أفغانستان من دون طالبان، ولا بقاء لطالبان من دون أسامة". "القاعدة" 20- "القاعدة" مصممة على معارضة الحكومات "غير الإسلامية" في البلاد المسلمة بالقوة والعنف. 21- "القاعدة" تُعارض في شدة الولاياتالمتحدة. وحض أسامة بن لادن وحرّض اتباعه على قتل المواطنين الأميركيين، بتعابير واضحة تماماً. 22- في 12 تشرين الاول اكتوبر 1996 أصدر "إعلان جهاد" جاء فيه: "....إخواني المسلمين: أخوتكم في فلسطين ... يناشدونكم المساعدة وأن تشتركوا في القتال ضد العدو - أميركا والإسرائيليين. يطلبون منكم ان تقوموا بما تستطيعون لطرد الأعداء ...". ثم قال في وقت لاحق من تلك السنة "إرهاب المحتلين الأميركيين واجب ديني وشرعي". وفي شباط فبراير 1998 أصدر فتوى ووقعها وتوجه فيها الى المسلمين: "...قتل الأميركيين وحلفائهم المدنيين والعسكريين فرض عين على كل مسلم في أي دولة كانوا فيها حتى يتحرر المسجد الأقصى وتغادر جيوشهم أرض المسلمين". وفي "الفتوى" ذاتها دعا علماء المسلمين وقادتهم وشبابهم الى: "مهاجمة جنود الشيطان الأميركيين" وختم: "نحن - بعون الله - ندعو كل مسلم يؤمن بالله ويريد ان يُكافأ ان ينفذ أمر الله بقتل الأميركيين ونهب اموالهم اينما وُجدوا. وندعو أيضاً المسلمين ... الى شن غارات على قوات الشيطان الأميركية وداعميها المتحالفين معها، وان يُشرّدوا أولئك الواقفين معهم الأميركيين". عندما سُئل، في 1998، عن الحصول على اسلحة كيماوية ونووية أجاب: "إن الحصول على هذه الأسلحة للدفاع عن المسلمين واجب ديني". وقال في مقابلة بثّتها قناة "الجزيرة" الدوحة، قطر: "عدونا كل رجل أميركي، سواء كان يُقاتلنا مباشرة أو يدفع ضرائب" لحكومته. وفي مقابلتين بثّهما التلفزيون الأميركي في 1997 و1998 أشار الى الإرهابيين الذين نفّذوا الهجوم على مركز التجارة العالمية في 1993 على انهم "مثال يُحتذى". وذهب الى حض اتباعه على "نقل القتال الى أميركا". 23 - سعى أسامة بن لادن، منذ بداية التسعينات، الى الحصول على مواد نووية وكيماوية لاستخدامها كأسلحة إرهاب. 24 - على رغم ان الأهداف الأميركية هي الأولوية ل "القاعدة"، إلا انها تُهدد صراحة حلفاء الولاياتالمتحدة. فالإشارة الى "التحالف الصهيوني - الصليبي والمتعاونين معه" و"قوات الشيطان الأميركية ومؤيدي الشيطان المتحالفين معها" هي إشارات تتضمن المملكة المتحدة في شكل واضح جداً. 25 - هناك تهديد مستمر. قياساً على خبرتنا في طريقة عمل الشبكة في الماضي، فإن شبكات أخرى - كالتي نفّذت الهجمات الإرهابية في 11 ايلول سبتمبر - لا بد ان يُفترض انها موجودة. 26- "القاعدة" تعمل لوحدها وأيضاً من خلال شبكات منظمات إرهابية أخرى. وهذه تتضمن جماعة الجهاد الإسلامي المصرية وجماعات إرهابية متشددة أخرى من شمال افريقيا، وعدد من الجماعات الجهادية الأخرى في دول أخرى بينها السودان واليمن والصومالوباكستان والهند. وتحتفظ "القاعدة" بخلايا وأشخاص في عدد من الدول لتسهيل نشاطاتها. 27 - يرأس أسامة بن لادن شبكة "القاعدة". تحته مجلس شورى يضم جماعات إرهابية أخرى، مثل زعيم جماعة الجهاد المصرية أيمن الظواهري وقادة آخرين بارزين مثل أبو حفص المصري. وجماعة الجهاد، في الواقع، ذابت في "القاعدة". 28- إضافة الى مجلس الشورى، "القاعدة" تملك لجاناً أخرى تتعاطى مع الشؤون العسكرية، الإعلامية، المالية والإسلامية. 29 - محمد عاطف عضو في اللجنة المكلّفة العمليات العسكرية والإرهابية. وواجباته تتضمن أساساً مسؤولية تدريب أعضاء "القاعدة". 30 - أعضاء "القاعدة" يجب ان يُؤدوا بيعة تقضي باتباع أوامر أسامة بن لادن. 31- كمية كبيرة من الإدلة ضد أسامة بن لادن و"القاعدة" باتت متوافرة في قرارات اتهام أميركية في شأن جرائم سابقة. 32- قام أسامة بن لادن، منذ 1989، بتحويلات مالية وتجارية مهمة لمصلحة "القاعدة" ومن أجل تحقيق أهدافها. وهذه تتضمن شراء أراض لإقامة مخيمات تدريب، شراء مخازن لحفظ أغراض بينها متفجرات، شراء أجهزة اتصال وأجهزة الكترونية، نقل أموال وأسلحة الى أعضاء "القاعدة" والمنظمات الإرهابية المرتبطة بها في دول عبر العالم. 33 - أقام أسامة بن لادن، منذ 1989، مخيمات تدريب وبيوت ضيافة في أفغانستان، باكستان، السودان، الصومالوكينيا لاستخدامها من قبل "القاعدة" والجماعات الإرهابية المرتبطة بها. ونعلم من الاستخبارات انه في أفغانستان حالياً ما لا يقل عن 12 مخيماً، أربعة منها على الأقل تُستخدم لأغراض إرهابية. 34- أقام أسامة بن لادن، منذ 1989، مشاريع تجارية لتوفير مدخول ل "القاعدة"، وتوفير غطاء لشراء متفجرات، اسلحة ومواد كيماوية، ولتسهيل سفر أعضاء "القاعدة". ومن هذه المشاريع شركة قابضة تدعى "وادي العقيق"، وشركة مقاولات تدعى "الهجرة"، وشركة زراعية تدعى "الثمار المباركة" وشركات استثمار تُعرف ب "لادن انترناشيونال" و"طابا انفستمنت". أسامة بن لادن والاعتداءات السابقة 35 - بين 1992 و1993، سافر محمد عاطف الى الصومال بمناسبات مختلفة بهدف تنظيم عمليات عنف ضد قوات الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة التي كانت آنذاك متمركزة في الصومال. وفي كل مرة كان يعود ويقدّم تقريراً الى أسامة بن لادن في مقره في حي الرياض في الخرطوم. 36 - في ربيع 1993، بدأ عاطف، وسيف العدل، وهو عضو بارز في "القاعدة"، وأعضاء آخرون تقديم تدريب عسكري الى قبائل صومالية تُحارب قوات الأممالمتحدة. 37 - في 3 و4 تشرين الأول اكتوبر 1993، شارك أعضاء في "القاعدة" في هجوم على عسكريين أميركيين يخدمون في الصومال كجزء من عملية "إعادة الأمل". وقُتل 18 عسكرياً أميركياً في ذلك الهجوم. 38 - بدأ أعضاء "القاعدة" منذ 1993 في العيش في نيروبي وأقاموا مشاريع هناك، بينها "اسما ليميتد" و"لازانايت كينغ". وكان أعضاء بارزون في "القاعدة" يزورونهم، خصوصاً عاطف وأبو عبيدة البنشيري. 39 - في وقت لاحق من 1993، بدأ أعضاء "القاعدة" في كينيا يناقشون إمكان مهاجمة السفارة الأميركية في نيروبي رداً على مشاركة الولاياتالمتحدة في عملية "إعادة الأمل" في الصومال. عاين علي محمد، وهو مواطن أميركي يُقر بعضويته في "القاعدة"، السفارة الأميركية كهدف محتمل لهجوم إرهابي. أخذ صوراً ورسوماً لها وقدّمها الى أسامة بن لادن عندما كان في السودان. أقرّ أيضاً بأنه درّب إرهابيين من "القاعدة" في أفغانستان في بداية التسعينات، وان كثيرين من الذين درّبهم تورّطوا في عمليات التفجير في شرق افريقيا في اب اغسطس 1998. 40 - في حزيران يونيو وتموز يوليو 1998، اشترى إثنان من "القاعدة"، فهد محمد علي مسلم والشيخ أحمد سليم سويدان، شاحنة تويوتا وأجروا بعض التعديلات على صندوقها الخلفي. 41- في بداية اب اغسطس 1998، اجتمع اعضاء "القاعدة" في عنوان 43 "نيو روندا استيت" في نيروبي لتنفيذ عملية تفجير السفارة الأميركية في العاصمة الكينية. 42- في 7 اب اغسطس 1998، قاد "عزّام"، وهو سعودي عضو في "القاعدة"، شاحنة تويوتا الى السفارة الأميركية. في صندوقها الخلفي قنبلة ضخمة. 43- في الشاحنة ذاتها جلس سعودي آخر هو محمد راشد داوود العوهلي. وهو، بحسب اعترافه، عضو في "القاعدة" وبدأ منذ 1996 التدرب في مخيمات "القاعدة" في أفغانستان على المتفجرات، خطف طائرات، خطف، اغتيال، وأساليب التجسس. وبموافقة أسامة بن لادن، حارب الى جانب "طالبان" في أفغانستان. التقى أسامة بن لادن شخصياً في 1996 وطلب منه "مهمة". فأرسله أسامة بن لادن الى شرق افريقيا، بعد تدريب خاص في مخيمات في أفغانستان. 44- مع اقتراب الشاحنة من السفارة، خرج العوهلي ورمى قنبلة يدوية صوتية على أحد الحراس. وقاد "عزام" الشاحنة الى الجزء الخلفي للسفارة. وخرج منها ثم فجّر القنبلة التي دمّرت مبنى مدرسة سكرتارية من طوابق عدة والحقت اضراراً جسيمة بمقر السفارة الاميركية ومبنى المصرف التعاوني. وادى التفجير الى قتل 213 شخصاً واصابة 4500 آخرين بجروح. وقتل "عزام" في الانفجار. 45- كان العوالي يتوقع ان يقتل في العملية. وكان مستعداً للموت من اجل "القاعدة". لكنه فر في اللحظة الاخيرة من الشاحنة المفخخة وبقي على قيد الحياة. ولم تكن لديه أي نقود او جواز سفر او خطة للهرب بعد تنفيذ المهمة لانه كان يتوقع ان يموت. 46- وبعد بضعة ايام اتصل برقم هاتف في اليمن كي يُحوّل اليه مبلغ من المال في كينيا. وتلقى هذا الرقم في اليمن اتصالاً من جهاز الهاتف العائد لبن لادن في اليوم ذاته الذي سعى فيه العوهلي الى ترتيب الحصول على المبلغ. 47- ومن بين الاشخاص الاخرين الذين اعتقلوا بالارتباط مع التفجير في نيروبي محمد الصادق عودة. وقد اعترف بتورطه. وكشف هوية المشاركين الرئيسيين في عملية التفجير. واعطى اسماء ثلاثة اشخاص آخرين كانوا كلهم اعضاء في "القاعدة" او تنظيم "الجهاد الاسلامي" المصري. 48- وفي دار السلام في اليوم ذاته، في حوالي الوقت نفسه، فجّر عناصر تابعون ل "القاعدة" قنبلة في السفارة الاميركية، ما ادى الى قتل 11 شخصاً. وكان من ضمن عناصر "القاعدة" مصطفى محمد فضل وخلفان خميس محمد. ونقلت القنبلة في شاحنة من طراز "نيسان أتلس" كان اشتراها احمد خلفان غيلاني والشيخ احمد سالم سويدان، وهما من عناصر "القاعدة"، في تموز يوليو 1998 في دار السلام. 49- واعتقل خلفان خميس محمد لتورطه في عملية التفجير. واعترف بعضويته في "القاعدة"، وكشف تورط اعضاء آخرين في "القاعدة" في التفجير. 50- في 7 و 8 آب اغسطس 1998، قام عضوان آخران في "القاعدة" بتوزيع بيان ادعى المسؤولية عن التفجيرين وذلك بارسال فاكسات الى مؤسسات اعلامية في باريس والدوحة في قطر ودبي في الامارات العربية المتحدة. 51- وتوافرت ادلة اضافية على تورط "القاعدة" في التفجيرين في شرق افريقيا اثر عملية تفتيش اُجريت في لندن لمساكن ومكاتب تجارية تعود لاعضاء في "القاعدة" وتنظيم "الجهاد الاسلامي" المصري. وعُثر على بعض الوثائق، من ضمنها بيانات اعلان المسؤولية عن التفجيرين في شرق افريقيا باسم جماعة وهمية اسمها "الجيش الاسلامي لتحرير الاماكن المقدسة". 52- واعرف العوهلي، منفذ التفجيرات الانتحاري المفترض، انه طلب منه ان يصوّر نفسه في شريط فيديو وهو يستخدم اسم الجماعة الوهمية ذاتها. 53- واُقتفي اثر بيانات ادعاء المسؤولية عن التفجيرين المرسلة بالفاكس الى رقم هاتف كان تلقى اتصالات من الهاتف الخليوي لبن لادن. وكان واضحاً ان بيانات ادعاء المسؤولية التي وزّعت على الصحافة كتبت من قبل شخص لديه معرفة بالمؤامرة. وجاء فيها ان التفجيرين نفّذا من قبل سعوديين اثنين في كينيا وشخص مصري في دار السلام. والارجح ان البيانات اُرسلت حتى قبل وقوع التفجيرين. واشارت الى مقتل سعوديين اثنين في اعتداء نيروبي. وفي الواقع، لم يقتل سوى سعودي واحد لان العوهلي فرّ في اللحظة الاخيرة. 54- وفي 22 كانون الاول ديسمبر 1998، سألت مجلة "تايم" اسامة بن لادن هل كان مسؤولاً عن الاعتدائين في آب اغسطس 1998. فأجاب: "ان الجبهة الاسلامية العالمية، المجاهدة ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل، اصدرت بحمد الله فتوى واضحة تماماً تدعو الامة الاسلامية الى مواصلة الجهاد الهادف الى تحرير الاماكن المقدسة. وقد لبّت أمة محمد هذا النداء. اذا كان التحريض على الجهاد ضد اليهود والاميركيين ... يعتبر جريمة، فليكن التاريخ شاهداً على انني مجرم. ان مهمتنا هي التحريض، وقد فعلنا ذلك بحمد لله، واستجاب اشخاص معينون لهذا التحريض". ورداً على سؤال عما اذا كان يعرف منفذي الاعتداءات، قال: "... ان أي سارق او مجرم يدخل بلداً آخر ليسرق ينبغي ان يتوقع انه سيكون معرضاً الى القتل في أي وقت ... الولاياتالمتحدة تعرف انني هاجمتها، حمداً لله، لأكثر من عشر سنوات حتى الآن ... يعرف الله اننا سررنا لمقتل الجنود الاميركيين في الصومال في 1993. لقد تحقق ذلك بنعمة الله وجهود المجاهدين ... ان العداء لاميركا واجب ديني ونأمل ان يكافئنا الله عليه. وانا واثق بان المسلمين سيتمكنون من انهاء اسطورة ما يسمى بالقوة العظمى، اي اميركا". 55- في كانون الاول ديسمبر 1999، تم اكتشاف خلية ارهابية ذات صلة ب "القاعدة" تسعى الى تنفيذ هجمات داخل الولاياتالمتحدة. فقد اوقف شخص جزائري، احمد رسام، عند الحدود الاميركية - الكندية وعُثر في سيارته على اكثر من 100 باوند من مواد تستخدم لصنع متفجرات. واعترف رسام بانه كان يخطط لتفجير قنبلة كبيرة في مطار لوس انجيليس الدولي في يوم رأس السنة الجديدة. وقال ان كان تلقى تدريبات على اعمال ارهابية في معسكرات تابعة ل "القاعدة" في افغانستان واُعطي بعدها تعليمات بالذهاب الى الخارج وقتل مدنيين وعسكريين اميركيين. 56- في 3 كانون الثاني يناير 2000، حاولت مجموعة من اعضاء "القاعدة"، وارهابيين آخرين كانوا تدربوا في معسكرات ل "القاعدة" في افغانستان، ان تهاجم مدمرة اميركية بقارب صغير محمّل بالمتفجرات. وغرق قاربهم مما ادى افشل الاعتداء. 57- لكن في 12 تشرين الاول اكتوبر 2000، تعرضت المدمرة الاميركية "يو. إس. إس. كول" الى هجوم بواسطة قارب محمل بالمتفجرات بينما كانت تتزود بالوقود في ميناء عدن. وقتل 17 من طاقم المدمرة واصيب 40 آخرون بجروح. 58- وتلقى افراد عدة من منفذي الهجوم على "كول" غالبيتهم من اليمنيين والسعوديين التدريب في معسكرات اسامة بن لادن في افغانستان. وشخّص العوهلي هوية قائدي الهجوم على "كول" باعتبارهما من بين المشاركين في التخطيط والاعداد لعمليتي تفجير السفارتين في شرق افريقيا. 59- في الاشهر التي سبقت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، وزّعت اشرطة فيديو دعائية في انحاء الشرق الاوسط والعلم الاسلامي من قبل "القاعدة"، ويظهر فيها اسامة بن لادن وآخرون وهم يشجعون المسلمين على مهاجمة اهداف اميركية ويهودية. 60- ووزّعت اشرطة فيديو اخرى، تمجّد العنف ضد الولاياتالمتحدة واهداف اخرى، قبل الهجمات على لسفارتين في شرق افريقيا في آب اغسطس 1998. اسامة بن لادن واعتداءات 11 ايلول سبتمبر 61- تم التعرف على هويات الخاطفين ال 19 من لوائح الركاب في الطائرات الاربع التي خطفت في 11 ايلول سبتمبر 2001. وكان جرى التعرف بالفعل على ما لا يقل عن ثلاثة منهم على نحو مؤكد كعناصر مرتبطين ب "القاعدة". وكُشف ان احدهم لعب دوراً رئيسياً في عمليتي تفجير السفارتين في شرق افريقيا وكذلك الاعتداء على المدمرة "كول". وتستمر التحقيقات في خلفيات كل الخاطفين. 62- واستناداً الى مصادر استخبارية، تم التوصل الى الحقائق التالية في اعقاب 11 ايلول سبتمبر. ولاعتبارات استخبارية لن تذكر اسماء هذه العناصر رغم انها معروفة: × في الفترة التي سبقت 11 ايلول سبتمبر، كان بن لادن يشن حملة اعلامية منسقة وسط تجمعات ذات افكار متماثلة - من ضمنها اشرطة فيديو ووثائق - تبرر الهجمات على اهداف يهودية واميركية، وتدعي ان اولئك الذين ماتوا في مجرى تنفيذها كانوا ينفذون مشيئة الله. × علمنا، في وقت لاحق بعد 11 ايلول سبتمبر، ان بن لادن نفسه اكد قبل وقت قصير من 11 ايلول سبتمبر انه كان يعد لاعتداء كبير على اميركا. × في آب اغسطس وبداية ايلول سبتمبر جرى تحذير مساعدين على صلة وثيقة ببن لادن بان يعودا الى افغانستان من مناطق اخرى في العالم بحلول 10 ايلول سبتمبر. × قبل 11 ايلول سبتمبر مباشرة، كان بعض مساعدي بن لادن المعروفين يشيرون الى ان موعد التحرك سيكون يوم 11 ايلول سبتمبر او حوالي هذا التاريخ. × منذ 11 ايلول سبتمبر، علمنا ان واحداً من اقرب واكبر مساعدي بن لادن كان مسؤولاً عن التخطيط التفصيلي للهجمات. × توجد أدلة ذات طبيعة بالغة الدقة تتعلق بمسؤولية بن لادن، لكن يتعذر نشرها لانها حساسة جداً. 63- ما يزال بن لادن الشخص المسؤول والعقل الموجّه لتنظيم "القاعدة". وفي "القاعدة"، تقتضي عملية بمستوى اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الحصول على موافقة اسامة بن لادن ذاته. 64- كانت طريقة تنفيذ عملية 11 ايلول سبتمبر منسجمة كلياً مع هجمات سابقة. ويمتاز سجل المذابح التي ارتكبتها "القاعدة" بتخطيط دقيق بعيد المدى، ورغبة في انزال عدد ضخم من الاصابات، وباستخدام منفذين انتحاريين، وتنفيذ اعتداءات متعددة متزامنة. 65- اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 متوافقة كلياً مع حجم ومستوى تعقيد التخطيط الذي انطوت عليه الاعتداءات على السفارتين في شرق افريقيا والمدمرة "كول". ولم يعط أي تحذير مسبق لهذه الاعتداءات الثلاثة، مثلما كان الحال ايضاً في 11 ايلول سبتمبر. 66- وصف اعضاء "القاعدة"، في الادلة التي قدمت خلال جلسات المحاكمة المتعلقة بتفجير السفارتين في شرق افريقيا، كيف تقضي الجماعة سنوات في الاعداد لهجوم. فهم ينفذون عمليات رصد متكررة، ويجمعون المواد بأناة، ويشخصون ويتفحضون الاعضاء الذين يملكون المهارات المطلوبة للكشاركة في الاعتداء والاستعداد للموت من اجل قضيتهم. 67- التحق المشاركون في تنفيذ مذابح 11 ايلول سبتمبر بكليات لتعليم الطيران، واستخدموا اجهزة محاكاة الطيران لدراسة معدات قيادة طائرات اكبر حجماً، واخضعوا مطارات وخطوط طيران محتملة للمراقبة. 68-امتازت الهجمات التي نفذها تنظيم "القاعدة" بتجاهل تام لارواح الابرياء، بما فيهم المسلمين. وفي مقابلة اُجريت مع اسامة بن لادن بعد عمليتي التفجير في شرق افريقيا، اصر على ان الحاجة لمهاجمة الولاياتالمتحدة تبرر قتل مدنيين ابرياء اخرين، مسلمين وغير مسلمين على حد سواء. 69- لا يملك اي تنظيم آخر الدافع والقدرة على السواء لتنفيذ اعتداءات كتلك التي وقعت في 11 ايلول سبتمبر - سوى شبكة "القاعدة" بقيادة اسامة بن لادن. خاتمة 70- خُطّطت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 ونفذت من قبل "القاعدة"، وهو تنظيم يرأسه اسامة بن لادن. هذا التنظيم لديه الارادة والموارد لتنفيذ اعتداءات مماثلة اخرى. وتمثل الولاياتالمتحدة واقرب حلفائها اهدافاً لمثل هذه الاعتداءات. ولم يكن للاعتداء ان يقع لولا التحالف بين "طالبان" واسامة بن لادن، الذي سمح لبن لادن ان ينشط بحرية في افغانستان، ليروّج ويخطط وينفذ نشاطاً ارهابياً.