ارتفعت الإيجارات في مكةالمكرمة بنحو 40 في المئة وسجل الارتفاع الأكبر في إيجارات الخيام في منى، متجاوزة حاجز ال 70 في المئة، ووصل سعر الخيمة «فئة أ» إلى أكثر من مئة ألف ريال (26.6 ألف دولار)، وبلغ إيجار السرير في «أبراج منى» لمدة أربع ليال نحو 11 ألف ريال (2933 دولار)، وقُدر حجم التعاملات في السوق السوداء في خيام منى بكل فئاتها بنحو بليون ريال (259.7 مليون دولار). وأشارت حملات حج إلى أن ارتفاع الإيجارات هذا العام لا يعود إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، بل إلى ارتفاع أسعار السكن، بخاصة أن إيجار الخيام في السوق السوداء سجل ارتفاعاً كبيراً لم يبلغه سابقاً، إذ تجاوز إيجار الخيمة «فئة ج» نحو 55 ألف ريال (14.6 ألف دولار) وهي مخصصة لعشرة حجاج فقط، بينما تستأجرها الشركات من الحكومة بأربعة آلاف ريال فقط، ووصل إيجار الخيمة «فئة د» إلى نحو 37 ألف ريال (عشرة آلاف دولار)، بينما تستأجرها الشركات ب 3750 ريالاً. وأوضح مدير إحدى حملات الحج والعمرة، محمد العوامي، أن ارتفاع الإيجارات في مكةالمكرمة ومنى أدى إلى ارتفاع قيمة حملات حجاج الداخل متجاوزة 13 ألف ريال (3466 دولار)، ومقارنة بتسعة آلاف (2400 دولار) العام الماضي. وأشار إلى أن كلفة السكن في مشعر منى هي التي تؤثر كثيراً في ارتفاع قيمة الحملات أو انخفاضها، مبيناً أن أسعار السوق السوداء تجاوزت الحدود المعقولة، وأصبح من يديرها يحقق أرباحاً خيالية، مبيناً أن قيمتها تصل إلى بليون ريال (259.7 مليون دولار). ولفت إلى أن الوزارة تتقاضى رسوماً على شركات حملات الحج تتفاوت بحسب قرب موقع الحملة من الجمرات، إلا أن الكثير من الحملات التي ليس لديها تصريح من الوزارة ومنضوية تحت شركات كبيرة بالاسم فقط، تتحمل تكاليف توفير مسكن لها في منى بأسعار السوق السوداء، فضلاً عن أن بعض الحملات يحصل على مخيمات في أماكن بعيدة من الجمرات، فتقوم باستئجار مخيمات قريبة في فئة «أ، ب، ج، د»، وتكون أسعارها مرتفعة. وأشار إلى أن الوزارة حددت لشركات حملات الحج ضمانات مصرفية لحق الحاج، تصل أحياناً إلى مليون ريال (259.7 ألف دولار)، بواقع 300 ريال (80 دولار) عن كل حاج، ويبقى هذا الضمان ولا يتم استرجاعه أحياناً إلا بعد مرور سنة، ولا علاقة له بأسعار السكن أو تكاليف الحملات. وأوضح مدير حملة للحج، خليفة السالم، أن التكاليف تقدر بحسب الخدمة المقدمة من الحملة، مبيناً أن تكاليف الخدمة على الحملة تكون في بعض الأحيان أكثر من إجمالي دخل الحجاج في سبيل كسب ثقة الحاج. وأعلن أن أسعار الحملات تتراوح بين خمسة آلاف ريال (1333 دولار) و14 ألفاً (3733 دولار)، وربما تزيد على ذلك بحسب جودة الخدمة. غياب التصاريح إلى ذلك، أكد المدير المالي في إحدى حملات الحج، سعيد محمد، أن حملات الحج توصلت إلى قناعة بأنها ستواجه مشكلات كثيرة إن لم تحصل على تصريح للحج، كدخول مكةالمكرمة وتوفير السكن والتنقلات لحجاجها، كما أن أي تعطيل لها سيضر بسمعتها، وسيحرمها في العام المقبل من الحجاج. وأوضح أن صعوبات تصاريح الحج تقلصت كثيراً بسبب التوعية بأهمية التصريح، مضيفاً في تصريح إلى «الحياة» أن لا عوائق لاستخراج التصاريح الذي يمر بمراحل، تبدأ بإدخال معلومات الحاج عبر الإنترنت على موقع مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، وتنتهي باستلام الرد من المركز عن طريق رسالة قصيرة.