وثّقت دارة الملك عبدالعزيز تاريخ قصر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتراثه في قرية "لينة" التاريخية الواقعة على بعد 100 كلم عن محافظة رفحاء التابعة لمنطقة الحدود الشمالية على طريق تجاري قديم يربط وسط الجزيرة بالعراق بالقرب من درب زبيدة المعروف, حيث أنشئ قصر لينة الملكي عقب توحيد المملكة عام 1354ه ولا يزال شامخًا بإطلالته وطرازه المعماري القديم، وتوجد داخله بعض الكتابات الأثرية التي تحكي تاريخه وسنة تشييده. وأبرز توثيق الدارة مكانة القصر التاريخية الذي شُيّد على مساحة (1000) متر مربع، واستخدم في بنائه الطين واللِبن والحجارة، ويضم سورًا في كل ركن من أركانه الأربعة برج دائري الشكل وتستخدم تلك الأبراج للحراسة والمراقبة، ويتوسطه بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، ومن الداخل غرف خاصة لسكن الملك عبدالعزيز وأسرته، وأخرى خاصة للضيافة، بجانب مسجد صنع سقفه من سعف النخيل، وبئر قديمة، ومكان مخصص للخيول، وفناء واسع تطل عليه معظم الغرف. وتقع "قرية لينة التاريخية" جنوب محافظة رفحاء، وبها العديد من البرك والآبار المذهلة التي يعود إنشاؤها إلى أزمنة مديدة، وتعد من القرى الغنية بالآثار الجديرة بالاهتمام، وكانت إلى وقت قريب مركزًا تجاريًّا مهمًّا يجمع بين تجار العراق والجزيرة العربية خصوصًا من أهالي منطقتي نجد والشمال، كما كانت مكانًا لتلاقي التجار وأهالي البادية، لتوفر المياه في آبارها، وأول من استوطنها قبيلة بني أسد المعروفة وكان هذا ما قبل الإسلام ثم انتقلت القبيلة للعراق بعد الفتوحات الإسلامية. وذكرت المراجع التاريخية القديمة أن قرية "لينة" تعرف بالماء العذب في آبارها التي تصل إلى (300) بئر ما يزال بعضها موجودًا حتى اليوم، وتغنّى كثير من الشعراء بعذوبة مائها. أما في الوقت الحالي فإن "لينة" تقع في مكان إستراتيجي بين النفود والحجرة، وعلى مفترق طرق رئيسة تربطها في مناطق: الرياض، والقصيم، وحائل بالطريق الدولي المار في الحدود الشمالية. واستوطنت قرية لينة في العصور المتأخرة قبيلة الظفير ثم خرجوا بعد معارك مع بوادي شمر وبعد بناء القرية كان يسكنها الكثير من عوائل نجد خصوصًا من قبيلة سبيع مثل آل دليم والمطلق والشنيفي والفراج وآل ثالب ومن قبيلة عنزة مثل أسرة آل برجس وآل جارد.