في اجتماع تاريخي انعقد في جمهورية فيتنام الاشتراكية التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون. ورغم أن فيتنام ليست لها علاقة بالمؤتمر سوى أن الاجتماع تم على أراضيها، إلا أن العالم أصبح يتحدث عن معجزة اسمها فيتنام أكثر من حديثهم عن مجريات المؤتمر، وقاموا بمقارنة فيتنام مع ما يجري في جمهورية فنزويلا البوليفارية. إلى وقت قصير وخصوصا في السبعينيات من القرن الماضي كانت فيتنام ترزح تحت قصف مستمر بالقنابل، وأراضيها تعتبر أكبر مسرح حرب مرت على التاريخ الحديث. كل شيء تم تدميره ولم يبق من البنية التحتية الضعيفة أي شيء يتم تصنيفه كبنية تحتية. كانت فيتنام في حرب ومقسمة بين فيتنام شمالي شيوعي وفيتنام جنوبي يميل إلى المعسكر الغربي. وقصة فيتنام الكل يعرفها. فبعد انتهاء الحرب مع أمريكا اتحد الشمال مع الجنوب وبعده تحول كل شيء لتصبح فيتنام الدولة التي مساحتها حوالي 130 ألف ميل مربع وسكان أقل من 100 مليون نسمة إحدى أهم الدول الصناعية الناشئة ومن أكبر دول التبادل التجاري مع أمريكا. وتبدل كل شيء في فيتنام للأفضل خلال مدة لم تتجاوز 20 عاما رغم كل الصعاب التي واجهتها. وفي الطرف الأخير وعلى النقيض تماما وفي نفس وقت تدمير فيتنام ومنذ الخمسينيات كانت فنزويلا من أكثر الدول في العالم تطورا في البنية التحتية ومن الأغنى في العالم بمساحة تغطي 350 ألف ميل مربع وسكان يبلغ عددهم 30 مليون نسمة. وتعتبر فنزويلا في تلك الفترة من أكثر الدول استقرار في أمريكا الجنوبية. ولكن ومن دون سابق إنذار وبغض النظر عن أي إيدولوجية فكرية أو اقتصادية اتبعتها فنزويلا وجد المواطن في فنزويلا نفسه في أقل الدول استقرارا أمنيا واقتصاديا وسياسيا. بل أصبحت فنزويلا عرضة لحرب أهلية قد تقضي على كل أمل في إيجاد أي حل في دولة تعتبر الأكبر في الاحتياطي النفطي والغاز وغيرها من الثروات الطبيعية. ومع ذلك سقطت فنزويلا في أقل من عقد من الزمن.