يجمع الكثيرون اليوم على أن قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط يمثل قصة نجاح عالمية، حيث يوفر قطاع الطيران اليوم 2.4 مليون فرصة عمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يساهم بما يصل إلى 157.2 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي، وقد استثمرت شركات القطاع حوالي 200 مليار دولار في أكثر من ألف طائرة منذ 2005، وثمة خطط لإنفاق مبلغ مماثل على مدار العقد المقبل. وأوضح المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي ألكساندر دو جونياك، أن سبب نجاح القطاع في المنطقة يعود إلى عدة عوامل منها تحسن أسعار النفط عالميا والذي يشكل عاملا داعما للاقتصادات القائمة على النفط وتوليد العائدات في هذه المنطقة، كما عملت شركات الطيران في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على إجراء خفض كبير في خططها للتوسع. وتوقع جونياك ارتفاع الأرباح الصافية بعد احتساب الضرائب إلى 1.3 مليار دولار في 2018، وذلك في أعقاب الانخفاض الذي شهدناه في العام الماضي، ومن المرجح أيضا ازدياد أعداد المسافرين بنسبة 4.3%، مما سيفسح المجال أمام تسيير 276 مليون رحلة جوية إضافية سنويا في 2037. وقال جونياك: شهدنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إطلاق اثنتين من مبادرات التعاون الرئيسية والهامة التي أشارت إلى مستوى التقدم اللافت الذي يحرزه القطاع على مستوى المنطقة، الأولى كانت التوقيع على «إعلان الرياض بشأن أمن الطيران» خلال شهر أغسطس 2016، الذي يمثل خطوة رئيسية نحو تعزيز التعاون الإقليمي حول أمن الطيران وتنمية القدرات والكفاءات الإقليمية ذات الصلة بأمن وسلامة القطاع، أما الثانية فكانت عقد مؤتمر وزاري في مدينة شرم الشيخ المصرية تحت عنوان «الخطة العالمية لأمن الطيران» خلال شهر أغسطس 2017، والذي شكل علامة بارزة أخرى حظيت بدعم وتأييد كامل من منظمة الطيران المدني الدولية. وبين من جانب آخر أنه يتوجب على جميع العاملين ضمن القطاع وشركاء القطاع الإقليميين المشاركة في بلورة رؤية واضحة حول سبل إدارة المجال الجوي بسلاسة، ثم العمل بشكل تعاوني لتطبيق تلك الرؤية على أرض الواقع. وينبغي أيضا الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة وفق طريقة متماسكة بحيث لا يقوم بلد واحد بالإفراط في الاستثمار في أنظمة غير قابلة للاستخدام في جميع أنحاء المنطقة، كما يحتاج القطاع إلى تعزيز التعاون بين الجهات المدنية والعسكرية من أجل ضمان استخدام مرن للمجال الجوي، على اعتبار أن ازدحام المجال الجوي يعرقل نمو شركات الطيران الإقليمية.