أعلن «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (أياتا) أمس، أن شركات الطيران في الشرق الأوسط «سجلت زيادة سنوية في أحجام الشحن بلغت 4.4 في المئة خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، لتمثل معدل النمو الأبطأ في العالم، في وقت أظهرت بيانات الاتحاد تزايد الطلب في مختلف الأسواق العالمية، وبنسبة 8 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ورجح المدير العام الرئيس التنفيذي للاتحاد ألكسندر دو جونياك، أن «يشهد القطاع بعض الرياح المعاكسة خلال هذه السنة، في حال نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعده بفرض عقوبات على واردات الألمنيوم والفولاذ، فهناك أخطار حقيقية تهدد بنشوب حرب تجارية، ولا أحد يربح عندما تتصاعد وتيرة التدابير الحمائية». وشكلت أرقام كانون الثاني الماضي ارتفاعاً عن معدل النمو السنوي المُسجل في كانون الأول (ديسمبر) 2017 والذي بلغ 5.8 في المئة، كما زادت سعة الشحن 4.2 في المئة. وواصلت الأحجام المعدلة موسمياً اتجاهها التصاعدي خلال كانون الثاني، ومع ذلك لا تزال شركات الطيران في المنطقة العربية، خاضعةً لتأثيرات البيئة السياسية الصعبة في الشرق الأوسط. ويعكس الزخم الإيجابي المستمر الذي يشهده قطاع الشحن الجوي مع بداية هذه السنة، حقيقة أن العوامل الدافعة للطلب على الشحن الجوي لا تزال داعمةً. ويشهد الطلب العالمي على التصدير حالاً من الازدهار، كما أن تلبية هذا الطلب القوي تؤدي إلى إطالة أوقات التسليم لسلاسل التوريد. ونتيجة لذلك، توقع الاتحاد أن «يكتسب الطلب على الشحن الجوي مزيداً من القوة، مع سعي الشركات إلى تحقيق أوقات تسليم أسرع من أجل تعويض أزمنة الإنتاج الأطول». وقال دو جونياك «مع تحقيق نمو نسبته 8 في المئة خلال كانون الثاني، شهدت هذه السنة بدايةً قوية بالنسبة إلى الشحن الجوي، بعد عام استثنائي سجل نمو الطلب 9 في المئة، ونتوقع أن يتناقص معدل الطلب على الشحن الجوي تدريجاً ليصل إلى نسبة طبيعية أكثر وهي 4.5 في المئة خلال العام الحالي». وسجلت شركات الطيران في العالم زيادة في الطلب خلال كانون الثاني. وشهدت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ زيادةً في أحجام الشحن بلغت 7.7 في المئة. وتعكس هذه الزيادة إلى حد كبير الطلب القوي والمستمر على الصادرات من قبل المصدرين الرئيسيين في المنطقة، وتحديداً الصين واليابان، وهو أمر كان مدفوعاً في شكل جزئي بارتفاع مستوى النشاط الاقتصادي في أوروبا. ومع ذلك، شهد الاتجاه التصاعدي للأحجام المعدلة موسمياً حالاً من التوقف الموقت. وسجلت شركات الخطوط الجوية في أميركا الشمالية زيادةً بلغت 7.5 في المئة في الطلب على الشحن الجوي خلال الشهر الماضي على أساس سنوي، بالتوازي مع زيادة سعة الشحن 4.2 في المئة. وساهمت قوة الاقتصاد والدولار في تحسين سوق الشحن الجوي الداخلي خلال السنوات الأخيرة. ولكن يمكن أن يُقابل هذا الأمر بضعف الدولار، على رغم أن مشروع قانون الإصلاح الضريبي الصادر أخيراً في الولاياتالمتحدة قد يساهم في تعزيز حجم الشحن خلال الفترة المقبلة. وحققت شركات الطيران الأوروبية زيادةً بلغت 10.5 في المئة في أحجام الشحن الجوي خلال كانون الثاني، كما زادت سعة الشحن 5.3 في المئة. وينسجم الأداء الأوروبي القوي مع الطلب الصحي على طلبات التصدير الجديدة بين الشركات المصنعة في المنطقة. وقفزت الأحجام المعدلة موسمياً 3 في المئة على أساس شهري، وهي أكبر زيادة منذ آذار (مارس) 2017. أما شركات الطيران في أميركا اللاتينية، فحققت نمواً بلغ 8 في المئة في الطلب خلال كانون الثاني، كما ازدادت سعة الشحن 5.4 في المئة. وتشكّل هذه الزيادة في الطلب انعكاساً لعلامات الانتعاش الاقتصادي في البرازيل التي تمثل أكبر اقتصادات القارة. وشهدت شركات الطيران الأفريقية زيادةً في الطلب على الشحن الجوي بلغت 12.9 في المئة. وقفز معدل الطلب على الشحن الجوي 59 في المئة بين أفريقيا وآسيا خلال عام 2017 ، بعد ازدياد عدد الرحلات المباشرة بين القارتين، مدفوعاً بالتدفق المستمر للاستثمارات الأجنبية إلى أفريقيا.