قدم المصريون الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولكل أفراد الشعب السعودي على مواساتهم في الحادث المروع بمحطة قطار رمسيس، مؤكدين أن المملكة تظل هي الشقيقة الغالية لمصر وتقف جانبها في كل المحن. » دعم معنوي وأطلق عدد من الشباب المصري تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تشيد بالدعم المعنوي الكبير من الشعب السعودي عقب الحادث لأشقائهم المصريين، وعبروا عن شكرهم الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على كلماته، التي تحمل محبة كبيرة لمصر والتي جاءت في برقية العزاء والمواساة، التي أرسلها للرئيس عبدالفتاح السيسي. » ارتفاع الوفيات من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية، خالد مجاهد ل«اليوم»: إن عدد جثث الضحايا، التي تم التعرف عليها في حادث قطار رمسيس بلغ 20 شخصا و43 مصابا جميعهم مصريون، وليس بينهم أية جنسيات عربية، فيما توقع مصدر طبي مسؤول ارتفاع عدد المتوفين خلال الساعات القادمة بعد التأكد من هوية عدد من الجثث المتفحمة مجهولة الهوية، وفحص مجموعة من الأشلاء عن طريق الحمض النووي «DNA» للتعرف على هويتهم. » سفير المملكة من ناحيته، قال سفير المملكة لدى مصر، أسامة نقلي في تغريدة له على «تويتر»: «لا يوجد بين ضحايا محطة قطارات مصر أو المصابين أي مواطنين سعوديين ولله الحمد، مقدما تعازيه لذوي الضحايا، وأن يلهمهم الصبر والسلوان، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء». وفي مفاجأة من العيار الثقيل، كشف سائق جرار القطار المتسبب في الكارثة أن شجارا مع سائق آخر هو السبب الرئيس وراء الانفجار المروع. وقال السائق علاء فتحي: إنه في أثناء سحب عربات القطارات لإدخالها الورشة لإجراء الصيانة، فوجئ بجرار آخر يصطدم بالجرار، الذي يقوده من الخلف، وعندما توجه لمعاتبة زميله، نشبت مشادة بينهما فانطلق الجرار مسرعا ثم وقع الانفجار. » جرارات متهالكة وأوضح السائق أنه يعمل في السكك الحديدية منذ 25 عاما ويبدأ عمله في السابعة صباحا وحتى الثانية ظهرا، لافتا إلى أن وظيفته هي تشغيل الجرار، مؤكدا أنه قبل الحادث بدقائق تلقى تكليفا من برج المراقبة لجر عربات الجرارات القادمة لإجراء الصيانة، مشيرا إلى أن أغلب جرارات هيئة السكك الحديدية متهالكة. » لحظات الرعب ووصف شهود عيان ل«اليوم» لحظات الرعب داخل محطة قطار رمسيس. وأوضح د. وليد الرفاعي من الإسكندرية: غادرت المحطة بعد وصول القطار، الذي كنت استقله، وبعد أقل من خمس دقائق وفي طريقي إلى مترو الأنفاق سمعت دوي انفجار رهيبا، ورأيت الدخان والنيران تتصاعد من داخل المحطة، فأدركت أنه حدثت كارثة، عدت مسرعا وفشلت في دخول المحطة لوجود الأعداد الكبيرة من المواطنين، الذين توافدوا على موقع الحادث، ثم أصبت بصدمة كبرى وبكيت بحرقة بعدما رأيت الجثث المتفحمة على الأرصفة. وفي السياق، روى أشرف صالح من عمال الخدمات بالمحطة، أنه كان لحظتها يمارس عمله في المطعم، فهرول نحو الرصيف، الذي شهد الواقعة ليجد النيران تلتهم كل ما تطوله من بشر وأكشاك وعربات قطارات متوقفة حتى صار المشهد مرعبا، مؤكدا أن شدة النيران حولت المكان إلى قطعة من جهنم لشدة لهيب الاشتعال نتيجة انفجار «تنك السولار». » توعد بالمحاسبة كان رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي قد قبل استقالة وزير النقل هشام عرفات، ووجه رئيس الوزراء وزيرة الصحة والسكان د. هالة زايد بتقديم أقصى مستويات الرعاية الصحية الممكنة للمصابين. وأكد رئيس الحكومة المصرية أنه جارٍ تحديد المتسبب عن هذا الحادث لحسابه بشدة، مشيرا إلى أنه انتهى عصر التقاعس والأخطاء، مضيفا: «لن نصمت أمام أي أخطاء تودي بحياة المصريين وسنحاسب المسؤولين عن الحادث. لافتا إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجه بسرعة التحرك ومتابعة تداعيات حادث حريق القطار». » البطل «مرضي» واهتمت وسائل الإعلام العالمية بعامل السكك الحديدية وليد مرضي، الذي أنقذ عددا من ضحايا الانفجار ووصفته ب«البطل»، بعدما انتشرت مقاطع مصورة توضح مساعدته الضحايا ومحاولة إطفاء النيران المشتعلة بهم، إذ ساهم وصديقه في إنقاذ 10 أشخاص. وظهر مرضي وهو يركض نحو بعض الضحايا وألسنة النيران المشتعلة بهم دون أن يبالي بالخطر. واستغلت جماعة الإخوان الإرهابية الحادث لإحباط المصريين بتزييف تصريحات سابقة للرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2017 باقتطاع جزء من سياق حديثه، لتبدو كلمته وكأنه يرفض تنمية قطاع السكك الحديدية، وهو ما يخالف الحقيقة، إذ تولي الحكومة المصرية اهتماما كبيرا بهذا القطاع بتعليمات من الرئيس السيسي، وتخصص لها مليارات الجنيهات. » محاولات يائسة ويؤكد خبير الحركات الإسلامية مصطفى حمزة أنها محاولات يائسة من الجماعة الإرهابية لتصدير المشاعر السلبية لدى المصريين من أجل الوقيعة بينهم وبين قياداتهم السياسية، مؤكدا أن الرئيس السيسي يبذل جهدا كبيرا للارتقاء بمستوى حياة المصريين، لكن هناك تركة كبيرة من الفساد والمشاكل، من بينها قطاع السكة الحديد، الذي يحتاج إلى وقت لإصلاحه، لافتا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى دوما إلى خراب المنطقة العربية وليس مصر فحسب، لذا ليس غريبا شماتة قياداتها وإعلامييها، الذين تمولهم قطر في القنوات، التي تنطلق من دولة تركيا الحاضنة للإرهابيين.