كشف أخصائي القلب والأوعية الدموية والرعاية المركزة د. شادي خيري حكيم، عن وجود أخطاء قاتلة، قد تودي بحياة بعض الأفراد جراء تلقيهم إسعافات أولية بطريقة خاطئة من المحيطين بهم، وذلك في كتابه «أطلس الإسعافات الأولية الشامل». «اليوم» التقت د. حكيم في حوار حول الإسعافات الأولية والهدف من كتابه ، وتاليا تفاصيل الحوار:* ما الهدف من تقديم كتاب عن الإسعافات الأولية؟ - لرفع وعي الناس في كيفية التصرف في الحالات الطارئة، حيث يضطر الإنسان في بعض الحالات لمواجهة ظروف أو مواقف صعبة دون سابق إنذار، ما يجعله يقع في حيرة لعدم معرفته بكيفية التصرف في حال تعرض أحد المحيطين به لحادث أو نوبة مرضية ما، والإسعافات الأولية هي عبارة عن مجموعة من الخطوات الأولية والفورية والمؤقتة، التي يتم يقوم بها فرد متخصص أو غير متخصص، عبر تقديم الرعاية الفورية لشخص مصاب بحالة مرضية أو مفاجئة إلى أن يتم تقديم الرعاية الطبية المتخصصة بوصول الطبيب إلى مكان الحادث أو بنقل المصاب إلى أقرب مستشفى. * ما أشهر الأخطاء الشائعة للإسعافات الأولية؟ - هناك أخطاء قاتلة، وهذا هدفي الرئيس عند إعداد الكتاب وهو التعريف بالأخطاء لتجنب قيام الناس بها، ومنها ما يقوم به البعض عند تعرض شخص قريب منهم لفقدان الوعي وإسعافه برفع رأسه ومنحه المياه، معنى ذلك أن الحالة إن لم تمت من الإغماء فإنها قد تموت بسبب الاختناق بالماء، وفي حالات أخرى عند إصابة شخص بطنعة أو بقطع زجاج مخترقة الجلد، أن يحاول المسعفون أو المحيطون به نزع الجسم الغريب من الشخص وهذا خطأ قاتل، فالشخص المنوط به اتخاذ هذا الإجراء هو الطبيب. * ما مجالات الإسعافات الأولية؟ - الإسعافات الأولية تدخل في مجالات عديدة ومنها الحوادث، التي تقع داخل المنازل وورش العمل، التي تكثر فيها الإصابات، والكتاب يحتوي على 19 فصلا تتضمن الإنعاش القلبي الرئوي، حالات الاختناق المفاجئ، الإغماء والغيبوبة، والنزيف، وإصابات الرأس والعمود الفقري وغيرها. * كيف يتم إسعاف الأشخاص، الذين يتعرضون لغاز أول أكسيد الكربون؟ - إسعاف المتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، هو إبعاد المصاب عن مصدر الغاز وغلقه فورا، وفتح النوافذ لتغيير التهوية ونقل المصاب إلى الهواء الطلق، وفي حال كان موضع وقوع الإصابة مزودا بأسطوانات أكسجين فيتم تزويد المصاب بالأكسجين حتى نقله إلى المستشفى. * هل هناك حالات يستطيع فيها الشخص أن يسعف نفسه؟ - بالطبع، يمكن للشخص تقديم الخدمة الطبية الأولية لنفسه مثل كمادات ثلج على موضع حرق، أو ضمادة على موضع جرح. * إلى أي مدى ترى أن هناك توعية كافية بالإسعافات الأولية في الوطن العربي؟ - للأسف ليس لدينا الوعي الكافي بالإسعافات الأولية، وذلك بدليل كمية الحالات القاتلة التي تستقبلها المستشفيات، وأنا أقترح تدريس الإسعافات الأولية للطلاب في المدارس في المراحل الابتدائية، إلى جانب أهمية معرفة المدرسين بالإسعافات الأولية. * ما الجديد، الذي قدمته في كتاب الإسعافات الأولية؟ - عمدت على أن تكون المعلومة مركزة وافية، وأن يكون الشرح مدعوما بصور ملونة، إلى جانب الأشياء التي لا ينبغي على المسعف القيام بها، والأخطاء القاتلة التي يرتكبها المسعف وتؤدي إلى تردي الحالة بهدف تجنب فعلها. * صدر لكم كتب طبية ساخرة عدة، فكيف اكتشفت موهبتك في ذلك النوع من الكتابة؟ - بدأت الفكرة عبر كتابتي لتلك المواقف على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ووجدت غالبية التعليقات تمتدح طريقة الكتابة وصياغة المواقف، فقمت بتطوير الأسلوب، ثم تلقيت اقتراحات من متابعيني بنشر المواقف ككتاب، وعندما عرضته على دار النشر وجدت ترحيبا منهم.