يمر العالم منذ بداية العام الحالي بمرحلة غير واضحة لمجريات الأحداث التي من شأنها التأثير على الاستقرار العالمي والثبات الاقتصادي. والمشكلة تكمن في أن معظم ما يجري أمور غير قابلة للحل على المدى القصير. وأول ما يراه العالم من مشاكل معقدة هو أن حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تعمل بكامل طاقتها وهي الدولة الأولى في القوة العسكرية والصناعية والاقتصادية. بل إن أكثر من سؤال تم طرحه وهو ماذا سيحدث للبيت الأبيض وللرئيس دونالد ترامب لو أن كارثة كبيرة حلت بالداخل الأمريكي بسبب نقص الكوادر المشغلة لأمور لها علاقة بالأمن والسلامة مثل موجهي الطائرات في المطارات المزدحمة. وحاليا لا يعرف العالم متى سينتهي هذا الأمر، وهل سيتم بالفعل إلغاء أو إقرار بناء الجدار العازل بين أمريكا وجارتها المكسيك. والأمر الآخر الذي توقع العالم أنه انتهى وتم البت فيه هو ما يطلق عليه في أوروبا «بريكست» الذي على أساسه سيرى العالم تباعدا كبيرا بين أوروبا وبريطانيا وسط تهديد قد يلامس الوحدة الأوروبية. وأيضا هناك مسألة ما يحدث في فنزويلا وهي دولة الآن أصبحت على مقربة من حدوث إما حرب أهلية أو تفكك دولة تعتبر من أولى الدول في المخزون النفطي. وعند ذكر فنزويلا، فلا بد من الحديث عما يمكن أن يحصل لدولة مثل تايوان والتهديد الذي نسمعه الآن حيال تصميم الصين على إعادتها إلى أرضها الأم. والخطورة في الأمر هي أن هذا يحدث في وقت نرى فيه الصين قد أدمنت على النمو الاقتصادي الإيجابي، ولكنها الآن وسط مرحلة قد يكون هناك تباطؤ في نموها الاقتصادي الذي لن تستطيع التعامل معه بعد سنوات من نمو يعتبر الأسرع في العالم. ولهذا فالكل يسأل ماذا في جعبة الصين من حلول. وأخيرا لا ننسى ما يحدث في منطقتنا من عدم الاستقرار في بعض الدول والتي من الممكن أن يكون لها تأثيرات سلبية وتهديد على أمن المنطقة بأكملها.