ما نشاهده من تعايش بين أفراد المجتمع على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم يبعث في النفس الراحة والطمأنينة، لأن مع التعايش يعم السلام والأمن وتختفي الخلافات، في السنوات الأخيرة برزت بين أفراد المجتمع الاختلافات وليس الخلافات في الميول والرغبات والتوجهات، حتى وصل ذلك الاختلاف إلى داخل الأسر نفسها، حيث نجد أن بعض الأبناء على سبيل المثال يستمعون للغناء أو يمارسونه ويحضرون المهرجانات التي فيها غناء وكذلك حضور المباريات ويشاهدون المسرحيات وغيرها من الفعاليات، بينما بقية الإخوة من نفس الأسرة من أهل حلقات التحفيظ ولهم أنشطة في برامج الدعوة والمحاضرات، ولن نجدهم في مدرجات ملعب أو قاعات مسارح إلخ، ونفس الشيء ينطبق على الأخوات، فتجد من تلبس العباءة على رأسها، والأخرى على كتفها، وهناك من تتحجب وأختها تنتقب، ويمتد الاختلاف إلى طبيعة العمل، فهذه تعمل في بيئة مختلطة بينما أختها تعمل في محيط نسائي بحت، وفيما يخص حضور الأعراس التي يوجد بها أغان وأخرى شيلات، ينقسم أفراد الأسرة، والجميل في وقتنا الحاضر أن الجميع يحترم الجميع وكل فرد من أفراد تلك الأسر يبادل أخاه او أخته الاحترام والتقدير دون أن يكون هناك وصاية من طرف على آخر!. من الظلم اتهام جماعة أو فرقة بعينها على أنها السبب الذي كنا عليه من تشنج وتشكيك واتهامات بين أطراف وأطياف المجتمع، ما أراه من وجهة نظري المتواضعة أن تغير وتيرة الحياة هو العامل الرئيس في تسارع وتغير نظرة المجتمع، قابله انفتاح فضائي تلقفه قبول أرضي في عقول الآباء والأمهات ومعه تغيرت الكثير من المفاهيم. أختم بقصة من الواقع الذي كان يعيشه المجتمع متمثلا في قصة واحدة لشخص لكنها كافية، قبل تقريبا 10 سنوات تم قبول بنت أخت هذا الشخص (بطل القصة) من سكان المنطقة الشرقية في جامعة الملك سعود بالرياض في كلية الطب بالتحديد، ما إن وصله الخبر حتى اتجه إلى والدها (نسيبه) وكأنه اقترف مصيبة! معاتبا إياه قائلا (ياعيباه) كيف تسمح لبنتك (شعرتك وجهك) أن تدرس بالرياض بعيدا عنكم وكيف تسكن وحدها ويستمر العتاب، النسيب فشل في إقناع الخال، بأن هناك سكن طالبات لا يدخله الرجال، وأن التخصص الذي ترغب فيه ابنته غير متوافر بالمنطقة، بالمختصر لم يستطع والد البنت المغلوب على أمره إقناع خال البنت (تذكرت حسينوه مع خاله!)! ولكن الخال ما بنقدر عليه! وفي الأخير عادت تلك الطالبة مكسورة الجناح، ودرست تخصصا غير تخصصها، الصدمة أن بنات الخال الآن في السنوات الأخيرة من برنامج الابتعاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية... وطلعت حكاية (شعرة وجه الخال) ما تنطبق على أمريكا!! وسلامتكم!