في مقالات سابقة نشرت في هذه الجريدة، تعرضت لذكر اختراعات وابتكارات علمية، تمكن معها شباب هذا الوطن المعطاء - من الجنسين - من الحصول على براءات اختراع من أوساط الجهات العلمية الدولية المانحة وانتزعوا إعجاب العالم وانبهاره بما قدموه للبشرية من إنجازات عظيمة في مجالات وميادين علمية متعددة، وأذكر أنني ربطت تلك النجاحات المظفرة بدعم الدولة اللا محدود لتلك الطاقات الوطنية الشابة، ولأهمية الموضوع أعود إليه من جديد للإشادة بالدورالذي بذله الشاب السعودي حسام الزواوي، حيث تمكن عبر مجهر أهداه له والده المهتم بتربية النحل، وقد استعمله الزواوي وكان عمره وقتذاك سبع سنوات لاكتشاف عالم جديد لا يمكن رؤيته بالعين المجردة هو عالم «البكتيريا» وقد رافق هذا الاكتشاف الشاب الطموح المتخصص في علم الأحياء الدقيقة، فقرر فيما بعد بدراساته المتوالية ومثابرته في تخصصه من المساهمة الفاعلة في محاربة البكتيريا الخارقة وتطوير أبحاث واسعة كان من شأنها القضاء على أقوى أنواع تلك البكتيريا القاتلة. بعد إنهاء دراسته الثانوية توجه إلى أستراليا وعمل جاهدا لتطوير أبحاثه الخاصة بالقضاء على أقوى أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتلك أنواع تقتل ما يقارب من خمسين ألف شخص في الولاياتالمتحدة وعدة دول أوروبية، ناهيك عن دول عديدة في الشرق والغرب، وقد تحصل الزواوي عبر جهوده تلك على جائزة «جرليفيت» الأمريكية للتفوق العلمي عام 2010 كما حصل على جائزة «رولاكس» الأمريكية عام 2014 للمبادرات الطموحة التي تمنح عادة لخمسة أشخاص كل عامين، إضافة إلى ذلك فقد حصلت أبحاث الزواوي على عدة إشادات من أوساط علمية مختلفة لعل أهمها تلك التي صدرت من الجمعية الدولية للأمراض المعدية. وقد تم تكريم الزواوي في الاحتفال السنوي بجامعة «كونيزلاند» وحصل على العديد من الجوائز العلمية، أهمها جائزة «رولاكس» لدعم المشاريع الطموحة، وقد تمكن هذا الشاب بأبحاثه الدقيقة من التوصل إلى خطوات فاعلة ومؤثرة في مجال محاربة البكتيريا المتسببة في قتل ملايين البشر في العالم، وساهم بتلك الأبحاث في تقديم خدمات جليلة للإنسانية لا يمكن أن تذكر إلا ويشكر عليها هذا المفكر السعودي الذكي. شباب المملكة الناهض يبرهنون اليوم بإنجازاتهم العديدة عن قدراتهم الفائقة للتقدم الحثيث في كل المجالات العلمية التي أشاد العالم بها، وأشادت الأوساط العلمية بذكاء أولئك الشباب من الجنسين، وتمكنهم من المساهمة مع علماء العالم في أي مكان لخدمة وطنهم وخدمة البشرية بمجهوداتهم الدؤوبة، ولا شك في أن تلك الإنجازات التي يفخر بها كل مواطن سعودي تعود في أساسها إلى تشجيع الدولة اللا محدود لتلك الطاقات، وتقديم مختلف التسهيلات لتتمكن من اجتياز كافة الصعاب والعراقيل إن وجدت والتي قد تحول دون تفوقهم، وإزاء ذلك فإنهم حققوا وما زالوا يحققون العديد من النجاحات الباهرة التي تستحق الإعجاب والتقدير والإشادة.