يقولون دائماً إذا أردت أن تعرف درجات تطور الشعوب ابحث عن ثقافتها ووعيها، وحرصها على تنمية الإنسان الذي يعيش على أرضها.. وإذا أردت أن تعرف أيضا ماضي المدن التي ما زالت تحتفظ بعبق التاريخ عليك العودة إلى سطور قصصها التاريخية.. وإن كان العرب باتوا يكتبون ويشطبون ما يريدون.. وحقيقة لا يهمني ما يشطبون وما يكتبون وما يريدون من الأساس.. والعكس صحيح.. فما أقول وأشطب لا يهمهم. اتركوكم من كل ذلك ودعوني أتحدث عن «الصقور الخضر»!.. الذين تنتظر «القارة الآسيوية الكبيرة» الليلة إطلالتهم الأولى في نهائيات كأس أمم آسيا 2019 التي تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام. وذلك من خلال لقاء افتتاح مباريات المجموعة الخامسة، والذي سيجمع الأخضر مع نظيرة الكروي الشمالي. في آسيا.. القارة الكبيرة.. مترامية الأطراف.. والقوية في منتخباتها ونجومها وأساطيرها.. لا يمكن أن تتخيل أهمية مراحل تطور البطولة من دون أن لا تشعر بالفخر بأرقام ونتائج «كبير القارة وسيدها»، المتمثلة في «إنجازاته وأرقامه وتاريخة العتيد».. وأقصد هنا بلا شك «الأخضر السعودي» الذي يعد الرقم الصعب والمرشح الأهم للفوز بلقب البطولة «في كل مكان وزمان».. وعلى من يبحثون ويفتشون عن المنتخبات الكبيرة في القارة الآسيوية..عليهم العودة إلى تاريخها وسيجدون بأن الأخضر السعودي هو المنتخب الآسيوي الوحيد الذي نال شرف أكثر المنتخبات لعباً في المباراة النهائية للبطولة، قبل أن يتوج بثلاث نسخ ويحل وصيفاً بثلاث مثلها في رقم لم يسبقه عليه أحد حتى الآن. «التاريخ الكبير» للرياضة السعودية في البطولة الآسيوية لا يمكن للسعوديين أن يسمحوا لأحد «أن يهدم ذلك التاريخ».. حتى وإن كان ذلك بسبب قرارات اتحاد القدم الذي أخطأ في عدة اعتبارات قبل انطلاق صافرة البداية.. ولا أود الحديث عنها كثيراً ولكني أرى بأنه يجب أن يحاسب نفسه في حال تعرض الأخضر إلى أي هزة خلال مشواره الآسيوي الصعب.. ويتحمل بكل شجاعة ما يمكن أن يمر فيه طريق الأخضر وليس مدير الجهاز الفني ولا اللاعبون ولا حتى كذلك الجماهير. نلتقي ومساؤكم أخضر..