عدد مايكل ديمبسي، المدير العام السابق بالإنابة للاستخبارات الوطنية الأمريكية، المخاطر المحتمل أن يشهدها العالم في عام 2019، داعيا المراقبين إلى متابعة تطورها باهتمام. وبحسب مقال له منشور بموقع مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، فإن ثمة 5 تحديات جيوسياسية رئيسية قد تصبح أكثر إزعاجا في الشهور المقبلة فضلا عن وجود نقاط ساخنة تحظى بتغطية أقل قد تستحوذ على اهتمام صناع السياسات في العام المقبل. » سوريا وبدأ بالملف السوري قائلا: «بينما يعتقد العديد من خبراء السياسة الخارجية أن الحرب السورية تصل إلى النهاية، إلا أن هناك سببا للقلق بشأن الاتجاه الذي سيأخذه هذا الصراع في عام 2019». وأوضح أن الهدنة المضطربة في منطقة إدلب، التي تمثل معقل مقاتلي القاعدة، تبدو أكثر هشاشة بمرور الأيام. وأضاف: «من غير المرجح أن يسلم المتطرفون هناك أسلحتهم، أو أن يسمح الأسد باستمرار هذا الوضع لوقت أطول، ما يعني أن هجوما من النظام لاستعادة السيطرة على المنطقة يمكن أن ينطلق في الأشهر القليلة المقبلة». وتابع: «لو تعثر هجوم النظام فمن المحتمل جدا أن يلجأ النظام لاستخدام أسلحة كيماوية، لا سيما بالنظر إلى تاريخ الأسد في استخدامها في تلك المنطقة، وهذا لا شك سيزيد الضغط على الولاياتالمتحدة والغرب للرد عسكريا». ومضى يقول: «خطة البيت الأبيض القاضية بسحب القوات الأمريكية من سوريا بسرعة، من المحتمل أن تزيد من تصميم تركيا على نشر قواتها في شرق الفرات، وبالتالي، يزداد احتمال حدوث صدام مسلح مع القوات الكردية خلال الأشهر المقبلة، وقد يسمح أي انسحاب أمريكي مفاجئ لبقايا تنظيم داعش في شرق سوريا بإعادة تجميع صفوفهم هناك، ما قد يعقد من قدرة بغداد على تأمين حدودها الغربية مع سوريا». » إيران وبالنسبة للملف الإيراني، أشار المدير العام السابق بالإنابة للاستخبارات الوطنية الأمريكية، إلى أن عدم استقرار النظام الداخلي وإمكانية ممارسة النظام للعنف بطرق غير متوقعة يمثلان أمرا مثيرا للقلق. وأوضح أن قرار واشنطن بإعادة فرض عقوبات اقتصادية أمريكية قاسية في نوفمبر، وتأثير ذلك سلبا على الاقتصاد الإيراني، والإحباط الشعبي تجاه الفساد الحكومي المستشري، والبطالة المرتفعة، وحتى تجاه شح المياه المنتشر، كلها عوامل تؤدي إلى عام مضطرب للنظام الإيراني. وتوقع الكاتب أن ذلك قد تنجم عنه ردود سياسة إيرانية خارجية تتراوح بين إجراء اختبارات جديدة على صواريخ باليستية وتزايد نشاطها البحري في الخليج، وصولا إلى هجمات سيبرانية ضد من تعتبرهم أعداءها، بالإضافة إلى زيادة دعمها لوكلائها مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وميليشيات طائفية مختلفة في العراق. » المأزق الأوكراني أما التحدي الجيوسياسي الثالث فهو المأزق الأوكراني، ويقول الكاتب: «إن هناك إشارات مقلقة مؤخرا أن موسكو تستعد لزيادة ضغوطها على كييف». واعتبر أن التحركات العسكرية الأخيرة لروسيا تجاه أوكرانيا تقول: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات مقتنعا بأنه ليس لديه ما يخسره من زيادة الضغوط على أوكرانيا مع إدراكه أن العلاقات الأمريكية - الروسية ستبقى مجمدة في المستقبل القريب، وأنه من غير المرجح أن تنتهي العقوبات الغربية ضد روسيا قريبا. وتابع: «قد تزداد رغبة بوتين في الدخول في مغامرات خارجية؛ وذلك نظرا إلى مواجهة بوتين لاقتصاد متراجع، بالإضافة إلى تراجع شعبيته». وفيما يخص العلاقات الصينية - الأمريكية، قال ديمبسي: إن النزاع التجاري بين البلدين يحظى باهتمام إعلامي واسع، إلا أن تصاعد التوترات العسكرية المتبادلة لا ينبغي تجاهله، خاصة مع قدرة هذه التوترات على إشعال أزمة ثنائية مفاجئة. » بحر الصين الجميل وتابع: «لمواجهة الشراسة الدبلوماسية والعسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي في الأعوام القليلة الماضية، زادت الولاياتالمتحدة من دورياتها الجوية والبحرية هناك، وزادت من وتيرة عمليات العبور البحري عبر مضيق تايوان». وأضاف: «أما الصين فدافعت عن مطالبها بالسيادة على جزر بحر الصين الجنوبي، وواصلت حشودها العسكرية في المنطقة، وحذرت بشكل علني الولاياتالمتحدة من عواقب انتهاك مبدأ الصين الواحدة مع تايوان». وتابع: «إن احتمال حدوث مواجهة عسكرية غير مقصودة بين الولاياتالمتحدةوالصين هو أمر أكثر إثارة للقلق اليوم، وذلك بالنظر إلى الخطاب المتوتر الصادر من الجانبين بشأن النزاع التجاري المتواصل والخلاف الحاصل في العلاقات بشأن مجموعة واسعة من القضايا». » البرنامج النووي لكوريا الشمالية ونبه الكاتب إلى أن التحدي الخامس الذي يتعين مراقبته في 2019 هو البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وأضاف: «يبدو من المرجح أن يلتقي الرئيس ترامب والزعيم الكوري كيم يونج أون في وقت ما في العام الجديد، وهو ما سيساهم في تخفيض حدة التوتر في الأشهر القليلة المقبلة». وأردف: «لكن لو استمرت هذه المحادثات في تحقيق القليل من النتائج الملموسة للطرفين، فإنه ينبغي علينا الاستعداد لأن يبدأ كيم في تصعيد سلوكه العدواني في أواخر العام المقبل، حيث يشير سجل بلاده إلى اعتقادها بإمكانية فوزها بتنازلات ملموسة عبر تصعيد ضغطها العسكري، وفي ظل عدم وجود تنازلات جدية مثل تخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية، أو مواصلة إلغاء المناورات العسكرية الأمريكية مع كوريا الجنوبية، من المحتمل أن يتبنى كيم قريبا موقفا هجوميا مرة أخرى».