أغلقت ألمانيا آخر منجم للفحم القاري في أراضيها لتطوي بذلك صفحة استخراج الفحم من بطن الأرض. وحضر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مراسم رمزية لإغلاق منجم بروسبر-هانييل بالقرب من مدينة بوتروب الواقعة في حوض الرور بولاية شمال الراين – وستفاليا، وهي منطقة شهيرة تاريخيًا بصناعة الفحم والصلب. لكن إغلاق هذا المنجم لا يعني تخلي البلاد الكامل عن قطاعها المنجمي، إذ تحتفظ بالتعدين المكشوف للفحم في المحاجر. وفي القرن ال19 شكل قطاع الفحم والصلب في منطقة الرور أساسا للقوة الصناعية والعسكرية للإمبراطورية الألمانية. ويرجع فضل انتعاش الجزء الغربي من البلاد بعد الحرب العالمية الثانية إلى حد كبير إلى القطاع المنجمي. كما كان قطاع الفحم الألماني نقطة الانطلاق في عام 1951 للدمج الاقتصادي بين دول أوروبا. لكن منذ ستينيات القرن الماضي دخلت صناعة الفحم الألماني مرحلة احتضار، وحالت الحكومة الألمانية دون الانهيار الكامل للقطاع بفعل مساعداتها الضخمة، وآخرها بقيمة مليار يورو عام 2017. وقررت برلين عام 2017 طي الصفحة ووضعت مهلة 11 عاما للتحضير للتحول الاجتماعي والاقتصادي لقطاعها المنجمي في ظل فقدانه قدرته التنافسية.