تعكس مهرجانات الجنادرية السنوية التي تحظى برعاية كبرى من لدن القيادة الرشيدة الاهتمام البالغ بالتراث والثقافة، وإحياء مساراتها المختلفة يدل على أهمية التمسك بالقيم العربية والأصالة العريقة، فهي تذكر الأجيال الحاضرة بتاريخها المجيد وضرورة الإبقاء على ملامحه، ليبقى ماثلا بكل صوره ومردوداته الإيجابية أمام الأجيال القادمة، ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين للمهرجان في نسخته الجديدة، أمس، تدل دلالة واضحة على أهمية التمسك بتراث المملكة الخالد بكل أبعاده الثقافية التي تخط بأسطر من نور حياة الإنسان السعودي ومراحل التنمية التي شهدتها المملكة منذ عهد التأسيس وحتى العهد الميمون الحاضر، وتفاصيل هذا المهرجان التراثي تسلط الأضواء على الماضي المشرف للمملكة بكل ألوانه ليتحول مع مرور السنوات إلى أكبر المهرجانات العربية التي تهتم وتعتني بالتراث والثقافة وما يصاحبهما من الدعوة للتمسك بالقيم الدينية والاجتماعية وترسيخ التلاحم بين القيادة وأبناء الوطن الأوفياء لتستمر مسيرة التنمية المتصاعدة في مختلف المجالات والميادين النهضوية المباركة باستقاء معاني تلك الصور المشرقة للماضي المجيد واتخاذه عنوانا لبناء هذا الوطن المعطاء على قواعد وأسس قوية، من أهم ملامحها التمسك بمبادئ وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة وتحكيمها في كل أمر وشأن. تلك المهرجانات الكبرى التي احتفى قائد هذه الأمة بنسختها الثالثة والثلاثين مساء أمس وما تخللها من فعاليات تراثية كسباق الهجن وإبراز المعالم الثقافية للمملكة وأنشطتها المختلفة تدل على أهمية تقديم الوجه القديم الناصع للمملكة والإبقاء على وجهها الحديث المستمد من تراثها الأصيل لبناء مستقبلها الواعد بطرائق صائبة ذات أصول بعمق تراثها الخالد وحاضرها المشرق واستشراف مستقبلها الذي يحمل الكثير من المتغيرات التنموية الجذرية التي سوف تعود على الوطن ومواطنيه بخيرات وافرة وتزرع مساحات غير محدودة من الرخاء والنماء لوطن ما زال يحتفل بتراثه المجيد. هذه المهرجانات ترمز إلى أهمية التمسك بتراث هذا الوطن وثقافته التي تمكن أبناء هذا الشعب -بفضل الله ثم برعاية قيادته الرشيدة- من بناء أسس نهضته الكبرى والاستعداد لبناء مستقبله الواعد استنادا إلى تلك الرموز الخالدة من شخصيات عبقرية تمكنت باقتدار من رسم معالم التأسيس لتنطلق المملكة على ضوئها لبناء حاضرها وتدارس ما يمكن اتخاذه لقيام مستقبل نهضوي اعتمادا على رؤية طموحة. التمسك بالتراث ليس تخلفا وإنما هو ضرورة ملحة للوقوف على أبعاده ومساراته والاستقاء من معانيه وصوره ما يمكن بها بناء حاضر ومستقبل هذا الوطن، وهو ما يحدث الآن على أرض الواقع، فترجمة منطلقات ذلك التراث الخالد هي الملهم الطبيعي لحياة أفضل تعيشها الأجيال الحاضرة وسوف تعيشها الأجيال القادمة -بإذن الله- طالما كان التمسك بذلك التراث العريق عنوانا لنهضة بلادهم ورخائها وسؤددها.