مهرجان الجنادرية ملحمة فريدة من الثقافة والتراث، تقف اليوم على هذا التاريخ المسطر بالذهب والإرث الكبير وما يحمله من بطولات وأمجاد تعانق السماء استطاعت أن تقدم خلال سنواتها الماضية ومازالت لوحات تراثية اختزلت في مضامينها تراث وعراقة هذا الوطن؛ لتشاهد الأجيال المتعاقبة أسلافهم وآباءهم الأوائل كيف تحدوا الصعاب، وذللوا العقبات، وصنعوا المستحيل بالعزيمة والإصرار، رجال امتلكوا ناصية الحضارة والمجد بشكل متفرد عجز الجميع عن منافستهم، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم ليأتي دورنا وشبابنا في صناعة المستقبل وفق ما نمتلكه من مقومات حضارية وإمكانات وطاقات كبيرة قادرة بإذن الله لبناء وطن تنموي مزدهر منافس يتطلع ويطمح إليه الجميع وفي مقدمتنا هذه القيادة الرشيدة -حفظهم الله وسددهم- مستحضرين كل يوم كلمات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حيث قال "رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع" وأردف قائلاً "معكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبيرة نفخر بها جميعا -إن شاء الله-"، مستمدين القوة والإصرار والعزم من الأوائل العظماء الذين صنعوا مجد هذا الكيان العظيم "المملكة العربية السعودية" منذ أن توحدت أركانه على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- حتى عصرنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. الجنادرية واجهة حضارية مشرقة للإنسان السعودي بخاصة وللإنسان العربي بعامة، وهذا العمل الجليل الكبير يبرهن على الحوار الحضاري البناء، والتمسك بالأصالة والاستفادة من المعاصرة؛ حيث تلتقي الأصالة السعودية والمعاصرة العالمية في هذا المهرجان، وغدا أحد أهم المنابر والملتقيات الثقافية المهمة على المستوى المحلي والدولي. إن ربط الثقافة المعاصرة بالتاريخ العطر المجيد وجنبات أخرى من التراث يضيئها لنا المهرجان، ليكشف أبعاد الفكر والحكمة والمعرفة، في منظومة ثقافية يفتح أمام الأجيال الصور الخالدة المضيئة التي يزخر بها تراثنا الضخم والذي يجب أن نحييه بمزيد من الوعي المتجدد، والتأكيد على أهميته والعمل على صيانته والحفاظ على سماته وإبراز ملامحه النبيلة، من هنا تتجلى أهمية التراث وما تقدمه الجنادرية لأجيالنا في ربط ماضيهم بحاضرهم ورفع مستوى الثقة لديهم، وإرساء قواعد وأسس حضارية متوازنة على استمرار تقدمهم وتحقيق ما يطمحون عليه في مستقبلهم، فإقامة أي شعب حضارته على أساس من ماضيه، يعطي دليلاً على أصالته وعراقة تاريخه الحضاري، ويسهم بما يشتمله من مهارات أسلافه وما يمثله من مكونات فنية في تراثه منطلقا حضاريا لمهارات الأجيال التالية، ويعطي رسالة واضحة أننا قادرون بكل ثقة على صناعة المستحيل وبناء مستقبل واعد لوطن طموح يعانق عنان السماء. Your browser does not support the video tag.