عُرف قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– بحبه للثقافة، فرغم مشاغله العديدة حرص على رعاية حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة 31 والذي ينظم تحت اشراف وزارة الحرس الوطني بالجنادرية، وهو مهرجان يحظى باهتمام بالغ من لدن أبناء المملكة الحريصين على التعرف على ثقافة وتراث وتقاليد الأجداد ليستمدوا منها الكثير من العبر والعظات. ولا شك أن التذكير بالماضي يمثل دافعا لأبناء المملكة لاستلهام الكثير من التضحيات التي بذلها الأجداد لصناعة الحاضر المشرق للمملكة الذي يمثلهم جميعا واستشراف المستقبل الواعد باذن الله، فقد صنع الأجداد تراثا خالدا ووضعوا اللبنات الأولى لقيام الصروح الحضارية العملاقة التي تعيش المملكة في ظل أفيائها الوارفة.. تواصل الأجيال والثقافات هو الهدف الأسمى من تنظيم تلك المهرجانات الوطنية التي ثبت أن قيامها مهم للغاية لتتصل الأجيال الحاضرة بما خلف الأجداد من حضارة عملاقة بجهدهم وتضحياتهم، فهو تواصل ضروري لاستمرارية التنمية على قواعد صلبة وراسخة تستمد من التراث الاسلامي العريق ما يساعد على الاستمرار في بذل الجهد من أجل صناعة حاضر مشرق ومستقبل واعد. وتلك المهرجانات بكل فعالياتها الثقافية والتراثية تعد منهلا ثريا يعكس التطور الشامل الذي شهدته المملكة منذ عهد تأسيس الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن– يرحمه الله– وحتى العهد الحاضر الزاهر، وهو منهل تستقي منه الأجيال الحاضرة ما يعينها على بناء حاضرها والتهيؤ لصناعة مستقبلها على خطى واثقة وراسخة تقوم على ترسيخ وتعميق مبادئ الشريعة الاسلامية السمحة التي تحكّمها المملكة في كل أمر وشأن. لا بد أن يستذكر أبناء المملكة وهم يعيشون في حاضرهم المجيد تلك التضحيات الجسام التي بذلها الأجداد، فاستعادة مسيرتهم المظفرة وعطاءاتهم الثرة سوف تعين على استمرارية البناء والعطاء على أسس راسخة وقواعد صلبة، فما خلفه الأجداد من ثقافات وتراث يستحق أن تقف أمامه الأجيال الحاضرة، وتستلهم منه ما يدفعها لبذل المزيد من العمل والتضحية في سبيل اعلاء هذا الوطن ورفعة شأنه. اطلاع الأجيال على ماضيهم المجيد وتاريخ وطنهم وتراثه وثقافته المستمدة كلها من التراث الاسلامي المجيد يعد خطوة حيوية وهامة تعمق هويتهم الحضارية، ويمثل موروثا لا بد من تشجيع استمراره، فتلك المهرجانات الوطنية تمثل في حقيقتها الصورة المشرفة للمملكة بكل انجازاتها الحضارية العملاقة قديما وحديثا، وما تعده من خطوات واثقة لصناعة مستقبلها.