أكد مختصون ومتابعون للشأن الإقليمي، أن بوادر نجاح مفاوضات السلام اليمنية في السويد؛ حكم عليها بالفشل في ظل تعنت ومراوغة الميليشيات الحوثية وفقا لما تمليه إيران. وشددوا في أحاديثهم ل«اليوم»، على ضرورة تعاطي الحكومة الشرعية بدعم من قوات التحالف، مع الخيار الأجدى، وهو العسكري، لافتين إلى أن الحكومة اليمنية لديها رغبة أكيدة في تجنيب اليمنيين مزيدا من المعاناة، مع رغبة مقابلة من الحوثيين في إطالة أمد الحرب. د. علي الحويل » المربع الأول وقال الخبير السياسي الكويتي، د. علي الحويل: من خلال متابعتي لما يدور في المفاوضات اليمنية بالسويد، نجد أن الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران تراوغ وتستخدم الأساليب الإيرانية في الالتفاف والمماطلة، ما يوحي بأن الأزمة اليمنية سوف تعود إلى المربع الأول، ولن ينتج عن تلك المباحثات أي سلام، وأوضح أن في ذلك إحراجا للأمم المتحدة ويعطي ضوءا أخضر للحكومة الشرعية أن تطلب من التحالف العربي تكثيف الغارات. وأكد أن الكويت خلال محاولاتها لحل المشكلة اليمنية وجدت أن الميليشيات تراوغ وغير ملتزمة بكل ما يتم الاتفاق عليه لأنها تنفذ أجندة إيرانية، وطهران بالتالي لا تعنيها خسائر الشعب اليمني البشرية أو تدمير البنى التحتية، فالأمور لا بد أن تحسم عسكريا والأممالمتحدة أعتقد أنها في حال فشلها بالتوصل إلى حل لن تلعب دورا فعالا في الوصول إلى سلام باليمن قبل أن تتم هزيمة الميليشيات الحوثية وتخليص الموانئ والمطارات من سيطرتها. » رغبة صادقة من جانبه، يرى الخبير السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات سابقا، د. عبدالخالق عبدالله، أن الحكومة اليمنية الشرعية ذهبت للمفاوضات بحسن نية ورغبة صادقة في إنهاء الحرب رغم معرفتها والجميع بمراوغات الميليشيات الحوثية، التي تنفذ أجندة إيرانية. وأكد أن التحالف العربي سوف يركز على الحديدة وبعدها سيوسع المعركة، رغم أن التحالف لا يريد مزيدا من الخسائر في اليمن، وقال: التحالف يعمل على عدة محاور على المستوى العسكري، وسوف يستمر في العمليات، لافتا إلى الطلب الأمريكي الجاد في إيقاف الحرب خلال شهر، وفي ذات الوقت تأكيده على أن اليمن في المستقبل لن تشكل تهديدا إيرانيا للمملكة والإمارات، وتابع: أعتقد أن واشنطن تسعى بخطى حثيثة للجم الميليشيات الحوثية ومنع التدخل الإيراني في اليمن. أحمد ناشر » لعبة الحوثي بدوره، قال المحلل والخبير السياسي اليمني أحمد ناشر: إن المفاوضات في السويد ما هي إلا لعبة من الميليشيات الحوثية ومحاولة منها لإضاعة الوقت وتضخيم حجمها، الذي لا يمثل سوى 5% من اليمنيين، وتابع: نلاحظ أن انتصارات الحكومة الشرعية بدعم من التحالف بالتزامن مع انكسار الميليشيات، تجعل الأخيرة تعلن رغبتها في السلام والتفاوض، وعندما تدرك أنها استعادت قوتها وتموضعت صفوفها تراوغ وتتماهى مع تعليمات إيران. وزاد ناشر بالقول: الجميع يدرك أن الأممالمتحدة لن تصل إلى حل سلمي وهي أداة لبيع الأسلحة والاستفادة من الحرب اليمنية من كل الأطراف، وطالب الشعب اليمني وقياداته أن تترك الخلافات الجانبية وتتوحد لتحرير البلاد واستعادتها من الميليشيات الحوثية، مشددا على أن إيران تستغل تلك الخلافات وتلعب على وترها لتوسيع الشقة بين الأطراف اليمنية. حسين معلوي » فشل المفاوضات في المقابل، علل المحلل السياسي والخبير العسكري قائد عمليات درع الجنوب بالمنطقة الجنوبية سابقاً، اللواء الركن متقاعد حسين محمد بن معلوي، عدم نجاح المفاوضات اليمنية، لأسباب كثيرة لعل من أبرزها أنها أعطت الانقلابيين فرصة لإعلان مطالبهم في مؤتمر دولي ترعاه الأممالمتحده، وقال: تلك المطالب، التي تلغي قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، التي أقرها ممثلو الشعب اليمني ووقّع عليها الحوثيون أنفسهم باعتبارهم مشاركين في مؤتمر الحوار الوطني اليمني. وشدد على أن هذا المؤتمر منح الحوثيين طوق النجاة، وتابع: كذلك فإن من الفوائد، التي كسبها الحوثيون هو إخراج جرحاهم وكثير من قادتهم المكلفين بمهام خارجية من عناصر حزب الله والحشد الشعبي والخبراء الإيرانيين، وواصل: مطالبهم في مفاوضات ستوكهولم تدل بشكل قطعي على المراوغة تفعيلا ل«التقية الصفوية».