رجحت مصادر في جنيف، الأربعاء، عدم وصول وفد الحوثيين في موعدهم أمس إلى جنيف، مضيفة: إن الحوثيين وضعوا شروطاً جديدة قد تعيق المفاوضات، في وقت شدد فيه خبراء، بجانب مواطنين يمنيين، على أن التجارب السابقة، تؤكد فشل المباحثات المقررة، رغم تفاؤل المبعوث الأممي مارتن غريفيث بعد لقاءات أجراها مع الأطراف اليمنية الشهر الماضي ووصفها بالمثمرة. أولويات الشرعية وفي السياق، أكد المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي بجنيف أمس، على أن وقف اطلاق النار ليس شرطا لبدء المفاوضات، وطالب ب3 أيام للمشاورات وقال: أتمنى ألا تمتد إلى 3 شهور، لافتا إلى أن إطلاق سراح السجناء من بين أهم إجراءات بناء الثقة. من جهته، شدد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، على أن الإفراج عن جثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأفراد أسرته يأتي على رأس أولوياتهم في المفاوضات. وأكدت مصادر مقربة من المدعو، عبدالملك الحوثي، في صنعاء، أن وفدهم إلى المشاورات لن يغادر اليوم (أمس)، فيما من المقرر أن يكون وفد الحكومة الشرعية قد وصل إلى جنيف. ومن المقرر أن يلتقي غريفيث بسفراء الدول الثماني عشرة الراعية للعملية السياسية في اليمن، لشرح الترتيبات غير المباشرة المقرر أن تستمر 5 أيام بين طرفي الأزمة. وستتناول «جنيف» 3 ملفات، هي الأسرى والمعتقلون وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وإعادة فتح مطار صنعاء، ولن تلتقي الأطراف بشكل مباشر إلا في الجلسة الافتتاحية فقط، في حين اشترط الحوثيون السماح بنقل جرحاهم من صنعاء إلى عمان للعلاج. أحمد ناشر تعليمات الملالي إلى ذلك، شدد الباحث والدبلوماسي اليمني السابق أحمد ناشر، على أن الامر ليس بيد الحوثيين بل لدى طهران، وقال: ما يؤكد ذلك اتجاه الوفد الحوثي الى بيروت وأخذ التعليمات من إيران و«حزب الله»، وكما يعلم الجميع ان طهران ليس لديها نية في حل سلمي، بل تراوغ بجر المنطقة الى حرب استنزاف تبعا لأجندتها، واتوقع سبب عدم مغادرتهم اليمن باتجاه جنيف حتى هذه اللحظة هي المراوغة لإفشال المفاوضات، واستنزاف الانسان اليمني والبنية التحتية، وتأخير عملية إعادة الاعمار في اليمن، وفي النهاية إيران تسعى لتدمير اليمن كما حدث في سوريا والعراق انتقاما من العرب والمسلمين. وأضاف ناشر: لا أتوقع من الحوثيين شيئا فهم يملكون فكرة عقائدية تقوم على الحقد على الآخرين واستباحة دمائهم، والمفترض من الحكومة ان تصر على الثوابت ولا تقبل بالمراوغات او أي تنازلات من شأنها الا تصب في المصلحة العليا وهي مصلحة المدنيين الذين يعانون من هذه الحرب وتستخدمهم الميليشيا كدروع بشرية في الحرب وكورقة ضغط على المجتمع الدولي. عادل عبده الحوثي يراوغ وفي السياق، قال المدير الأسبق لمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، عادل عبده: لا أتوقع نحو الميليشيات إلى السلم، لأنها لا تمتلك قرارها، وتساءل ماذا نتوقع من انسان لا يمتلك قراره وينتظر الامر بالمغادرة او البقاء !! فالحوثي ينتظر قرارا من اسياده في طهران. ولفت عبده إلى أن المهم الآن هو اعمار اليمن الذي تسعى له الحكومة وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة، واضاف: على الحوثيين أن يحاولوا كسب الأخت الكبيرة (المملكة) التي تمد أياديها بيضاء للسلم وإعادة الاعمار والرخاء في اليمن العمق الاستراتيجي للوطن العربي وأمن السعودية. وعن ترحيب الحكومة بالمفاوضات، علق عبده بقوله: الشرعية لها رغبة صادقة وجادة في إعادة الاستقرار للبلاد، وتسعى لانهاء الحرب واعادة الاعمار وهي على ثقة بالموقف السعودي والخليجي تجاهها لذلك موقفها قوي، وتمنى في الختام أن تعود اليمن لنهضتها الاقتصادية في المنطقة. د. ياسين نعمان تشاؤم الشارع وبدا الشارع اليمني أكثر تشاؤما من نتائجها، ومتحفظا في ذات الوقت على نوايا الحوثيين في ظل تحريكهم من طهران، وقال القيادي اليساري وسفير اليمن السابق في لندن، د. ياسين سعيد نعمان على صفحته في «فيس بوك»: اليوم يذهب الجميع إلى جنيف في جولة مفاوضات جديدة، وهو أمر من الممكن أن يبنى عليه الشيء الكثير باعتباره خطوة نحو فتح آفاق لتفاهمات تتعلق ببناء الدولة، ولكن يا ترى ما الذي سيتضمنه تعزيز المسار على هذا الطريق، وقد أغلق الحوثيون باب التفاهم بإعلان تمسكهم بالولاية قبل جنيف بأيام قليلة؟. ميمون الريمي يرفضون السلام ومن مدينة تعز، قال م. ميمون الريمي: ان التحرك الاممي لإحياء المفاوضات جاء في وقت تقترب فيه قوات التحالف والشرعية من الحديدة وصعدة وصنعاء لتحريرها وانهاء معاناة اليمنيين من سطوة ووحشية الميليشيات التي قدمت من شمال الشمال، ونهبت سلاح الجيش ومقدرات الدولة ووظفتها لصالح حربها على الشعب اليمني. واضاف الريمي: ان الميليشيات لن تنصاع لأي حل سياسي، وشدد على أن تصريحات زعيمها عبدالملك الحوثي تؤكد ذلك، بقوله صراحة: ان خرجنا من تهامة سنعود الى الجبال ونقاتل، ولن نستسلم هذا مشروع موت وحرب وليس مشروع سلام وحوارات. صلاح الجندي قرار إيراني من جهته، اشار الصحفي اليمني صلاح الجندي، الى انه خلال كل حروب الميليشيات على اليمنيين عقدت اكثر من 50 جلسة حوار، ووقع اكثر من 60 اتفاقا معها، لافتا إلى أنها لم تلتزم بأي منها، وقال: حوار جنيف المقرر عقده اليوم الخميس لا يمكن البناء عليه، لأن الميليشيات لا تملك قرارها وانما تخدم مشروع طهران في المنطقة، ولا يمكن ان تقبل بتنفيذ اتفاق ينهي نفوذ طهران دون كسر شوكتها بالقوة العسكرية. واكد الجندي ان ما سلبته الميليشيات ب«القوة لن يُسلم الا بالقوة»، وتابع: تجربة جنيف وحوارات الكويت السابقة لم تثمر عن اي استجابة من قبل الحوثي للوصول الى تسوية سياسية تعيد اليمن الى ما كانت عليه قبل الانقلاب من وضع دستوري متوافق عليه بمؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته، وأضاف: هي من فرضت الحرب على الجميع وادخلت المنطقة في أزمة بسبب تماهيها مع المشروع الايراني وعملها كذراع عسكرية له في الجزيرة العربية. الحرب والانقلاب بدوره، قال مدرس اللغة الانجليزية، أحمد حسن أحمد: ان الحرب والانقلاب على الشرعية كلف اليمنيين الكثير، واي فرصة لحل سياسي وسلام، والتوافق عليهما بديلا للحرب امر هام ويتمناه الجميع. وأضاف أحمد حسن: ان المؤشرات لا تبشر بقرب التوصل الى سلام، وللاسف ميليشيات الحوثي متمسكة برؤيتها الإيرانية، خصوصا التي انتجت هذه الحرب وقادت الى هذا الخراب، ودعا في الختام الجميع الى تقديم التنازلات من اجل الشعب وانهاء معاناته اليومية. نبيل الزربة إعادة تموضع أما الناشط المجتمعي، نبيل الزربة، فقد اعتبر حوار جنيف المقرر اليوم محاولة أممية لمنح الميليشيات فرصة جديدة لتجميع قواتها وترتيب اوراقها، كما هو حال كل جولات الحوار السابقة التي يستثمرها الحوثي لاعادة تموضعه وصفوفه مستغلا التزام الشرعية والتحالف بالهدن الاممية. وقال الزربة: اولا يجب عدم فرض هدنة من قبل الاممالمتحدة، والا تطول المفاوضات دون احداث اختراق حقيقي في موقف الميليشيات التي تستغل المباحثات لعقد حلقات تواصل مع اطراف إقليمية معروفة تستثمر الازمة اليمنية لصالح اجندتها.