مع اقتراب هزيمة ميليشيا الحوثي الإيرانية في الحديدة، ارتفعت الأصوات مجددا للمطالبة بوقف الحرب التي يحرز فيها الجيش الوطني -بدعم من قوات التحالف بقيادة المملكة- انتصارات واضحة في المدينة الساحلية الإستراتيجية التي تهرب إليها الأسلحة من نظام طهران، وتسعى هذه الأصوات المنادية بوقف العمليات لإنقاذ الانقلابيين وفقا لخبراء. » ضغط دولي وقال الخبير السياسي الأردني د.أحمد البرصان: التصعيد الآن في الحديدة مرتبط بالضغط الدولي لإيقاف الحرب، وهنا يحاول كل طرف الاستفادة على طاولة المفاوضات، وهذه الحرب أصبحت محرجة بسبب الخسائر، والأممالمتحدة ودول الولاياتالمتحدةوبريطانيا والدول الكبرى الأخرى قد تلجأ للتدخل لوقف الحرب واللجوء للحل السياسي؛ للمحافظة على مصالحها في اليمن بفرض وقفها من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي. وأضاف البرصان: بريطانيا دولة ذات نفوذ تاريخي في اليمن، ولها موالون سواء في الحكومة أوالمعارضة، كما أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بهزيمة الحوثيين؛ لأنها ورقة تستعملها واشنطن لتحقيق مصالحها. » خدمة لإيران من جانبه قال الخبير السياسي والمحلل العسكري الإستراتيجي، قائد حرب درع الجنوب سابقا اللواء الركن متقاعد حسين محمد معلوي: إن المجتمع الدولي يدرك أن ما تفعله دول التحالف بقيادة المملكة في اليمن هو عمل جبار وعظيم لخدمة الأمن والسلم العالميين، وعلى المجتمع الدولي أن يعلم ذلك ويقدر التضحيات التي تقدمها السعودية والإمارات والشرعية اليمنية. وأضاف: لقد حان الوقت لتدرك تلك القوى من الدول الكبرى والصغرى والمنظمات الأممية أن ما يفعله الحوثيون إنما هو لخدمة إيران للسيطرة على الممرات والمضايق والجزر البحرية، وأيضا لتحقيق خططها العدوانية، الأمر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين؛ لأن أقل أحلام إيران هو مد نفوذها الديموغرافي والمذهبي التوسعي للسيطرة على الشرق الأوسط. من ناحيته، قال المحلل السياسي الكويتي د.علي الحويل: إن المعارك والانتصارات التي تحققها قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف العربي في الحديدة تعتبر انتصارا للجيش اليمني وقوات التحالف، وتمثل كذلك ضربة قاضية للميليشيا الحوثية، وهذا ما دفع بالدول العظمى لزيادة وتيرة مطالبتها بوقف الحرب، ومناداتها بالحل السلمي، لحفظ ماء وجه الميليشيا الحوثية التي اقتربت هزيمتها. وأكد كذلك أن التحالف والقوات اليمنية لن يوقفوا الحرب، حتى تتم هزيمة الميليشيا الحوثية، مهما ارتفعت المطالب الدولية لوقفها؛ لأن الحوثيين لم يلتزموا بقرارات الأممالمتحدة في السابق.