مرحباً بضيوف سلمان الكرام، مرحباً بدول مجلس التعاون الخليجي، مرحباً بكم في بلدكم الثاني، ورحم الله الشيخ جابر الصباح أمير الكويت صاحب فكرة إنشاء هذا المجلس عام 1981. ورحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حيث اقترح في القمة الخليجية الثانية والثلاثين تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي لتحقيق التعاون الفعلي والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولا إلى وحدتها التي كان من المفترض أن تتم في ذلك الوقت. لم لا؟! وكل دول المجلس تتميز بالتمازج الأسري والسمات المشتركة والأنظمة المتشابهة أساسها الروابط الدينية والثقافية والإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف والصف، والرد عملياً على تحديات الأمن والتنمية، ولا أظن أن الوحدة بين شعوب هكذا طبيعتها صعب المنال. لا نستغرب وحدة الأمة العربية والإسلامية لأنها فرض، أوجبه الكتاب والسنة، فلم يكن خياراً إستراتيجيا للضرورة، بل أصلا من أصول الدين، وقاعدة من قواعده العظمى «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون»، فهل بعد هذا الأمر السماوي وقفة للتفكير؟!! الوحدة علاوة على كونها واجبة بنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة، إلاّ أنها هدف كل عربي ومسلم مخلص لعروبته وأمته، وهذا ما تميز به قادة مجلس التعاون الخليجي، حفظهم الله. ومع تشتت الأمة العربية في هذا العصر وتفرقها أصبحت الوحدة العربية والإسلامية أمراً محتّما يجب أن تبادر إليه كل الدول العربية والإسلامية بشكل جدي وعام، وبدايتها بإذنه تعالى ستكون مع بداية اتحاد مجلس التعاون الخليجي لهذا العام وستشرق شمسها من الرياض. عسى أن تتضافر كل الجهود وتكلل بالنجاح، فالناظر إلى أحوال المسلمين اليوم يجدهم أحوج ما يكونون للتمسك بالجماعة ووحدة الكلمة. الكل يعرف أهداف مجلس التعاون الخليجي النبيلة ويعرف أنها تصب في مصلحة شعوب المجلس، سواء كانت من حيث الترابط والتماثل والأنظمة في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والتجارية والجمارك وإنشاء مراكز البحوث وغيرها من الأنشطة التي تخدم شعوب المجلس فهذه وحدة بحد ذاتها. أكرر ترحيبي بالقادة الكرام، وأكرر تمنياتي عليهم بإعلان الوحدة رسمياً من هنا.. أجزم بأنكم متحدون وهذا لا يختلف فيه اثنان فقط الإعلان رسمياً ما أرجوه وسيتحقق بإذن الله وإن تأخر. تحية تقدير وفخر بخادم الحرمين الشريفين سلمان رجل القرارات الشجاعة والمهام الكبيرة والعدل والحكمة القائد المُلْهم والمُلهِم للقادة والساسة في العالمين العربي والإسلامي، وتحية إكبار بولي العهد الأمين المستقبل والحاضر، أسد الجزيرة وباني مجدها.