يقول الله جل وعلا: «واعتصِمُوا بِحبلِ اللهِ جمِيعا ولا تفرقُوا»، «ولا تكُونُوا كالذِين تفرقُوا واختلفُوا مِن بعدِ ما جاءهُمُ البيِناتُ وأُولئِك لهُم عذاب عظِيم»، «إِن الذِين فرقُوا دِينهُم وكانُوا شِيعا لست مِنهُم فِي شيءٍ». وفي الحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.» و«إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» عليك أفضل الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله. نأمل أن تتحقق -بمشيئة الله- وحدة عربية إسلامية، بدأتها قمة مجلس التعاون الخليجي 37 النواة لقمة إسلامية موحدة، هذا ما أرجوه وأتمنى على الله أن يكون، وحدة إسلامية لا تقوم على الجنس أو العنصر أو القبيلة، فالله -سبحانه وتعال ى- لم يفرق بين الجنسيات والشعوب والقبائل، ودليلنا القرآن والشرع، ففي كتابه الكريم لم يفرق حيث يقول سبحانه «يا أيُها الناسُ» تعميم للإنسانية كلها أو بقوله: «يا أيُها الذِين آمنُوا» تخصيص يعم المؤمنين. ننتظر بإذن الله إتحادا إسلاميا لا يفرق «كلكم لآدم، وآدم من تراب» عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله. لم لا نتحد كمسلمين وقد ترك رسول الله فينا كتابه وسنته «تركت فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسُنتي». بدأها المغفور له -بإذن الله- عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، حيث نادى بالوحدة الخليجية، وسيتمها إن شاء الله الملك سلمان رعاه الله. وقد رأينا ملكنا سلمان بين أخوته في دول مجلس التعاون الخليجي وفي كل دولة يثبت جذور الاتحاد والعزيمة القوية على الوحدة، المطلب الأساسي لكل شعوب المنطقة بل شعوب العالم الإسلامي كله. بدأ جولته الخليجية -حفظه الله- بزيارة الإمارات التي احتفلت بزيارته، وكان لاستقباله احتفال كبير جمع القلوب ووحدها قبل الأبدان، تلاها زيارته الكريمة إلى قطر بلده الثاني، واستُقبل بكل حفاوة وترحيب بأخ كريم وابن أخ كريم، ثم بلده الثاني البحرين بين أخوانه وأحبائه، ليختم جولته بالحبيبة الكويت التي تلألأت وأضاءت أرضا وسماء تكريما لسلمان الحزم والعزم. هذا هو الاتحاد، وهذه هي الأخوة، شعب واحد ووطن واحد وإن تعددت دول المجلس، تحقيق الوحدة بين المسلمين ثابت بنصوص الكتاب والسنة والعقل والمنطق والنظرة الثاقبة. التفرق والاختلاف سبب سقوط الدول على اختلاف عقائدها ومذاهبها والتاريخ يشهد. تفرقت الدولة الإسلامية في الماضي فسقطت الخلافة العباسية، وتشتتت دولة الإسلام وتقسمت إلى دويلات، ولما زحف المغول لبلاد الإسلام وهم في تشتتهم لم يقف في وجههم غير بغداد وحدها، التي واجهت القتل والدمار، الوحدة قوة والتفرق ضعف. وكذلك سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس فنتج عن سقوطها دويلات متناحرة كل دويلة لا تحب الخير لغيرها، واسألوا التاريخ. ولا ننسى قاعدة (فرق تسد) التي استطاعت تمزيق شمل المسلمين فسقطت الدولة العثمانية تبعا لذلك. واليوم وللأسف العالم الإسلامي يمر بنفس الظروف ويعيش نفس الضعف، فلن يقوى بناء العالم الإسلامي إلا بتماسك لبناته. رسول الهدى -عليه أفضل الصلاة والسلام- بنى دولة الإسلام على الترابط والإخاء، والوحدة والاتحاد والإتلاف، والقرآن أمرنا بذلك. نتحد كمسلمين في قبلتنا، وعباداتنا، وكتابنا، وشريعتنا، ونعجز عن تحقيق وحدتنا!! هذا لن يكون. وتعميق الإحساس بالأسس والأصول الإيمانية للوحدة، وغرسها في نفوس أبنائنا وتأليف قلوبهم على الحب والإخاء والإيثار من أوجب واجباتنا «إِنما المُؤمِنُون إِخوة». الاتحاد قوة، هذا المثل العريق الذي تربينا عليه وتربت عليه أجيال كثيرة، لم يأت من فراغ وإنما واقع لتجارب أثبتت أن الاتحاد هو القوة التي لا تكسر والحضارة والنهضة والتطور، اللهم اجمع كلمة المسلمين على كتابك وشريعة نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام.