منذ البدء حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمة العربية والإسلامية من خلافاتها وانقساماتها وتفرقها وتشتت شملها.. وإن في وحدتها قوتها وعزتها. قبل ما يسمونه بالربيع العربي أو ما يسميه العقلاء بالربيع الدامي، قال الملك الملهم أعزه الله للقادة العرب.. وفي موقف مشهود نعرفه جميعا «احذروا برميل الديناميت الذي يوشك أن ينفجر». كان حكيم العرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرى بنظرته الثاقبة حال الأمة وتشرذمها، ويرى تلك القنابل البشرية التي تمشي على الأرض، وأن أوان انفجارها قد اقترب!!. قال الملك الحكيم: «اتحدوا وأنصفوا شعوبكم وأقيموا العدل في بلدانكم وبين أهلكم ومواطنيكم..» وتصافح الرؤساء يومها في مؤتمر القمة في الكويت، ثم أدار كل منهم ظهره للآخر، وعادوا إلى ما كانوا عليه. ولم يتوقف الملك الرحيم عن دعوته الكبرى لجمع شمل الأمة ووحدتها.. فأعاد دعوته الخيرة عدة مرا،ت ومنها نداؤه الخالد لدول الخليج «الصغيرة» والثرية التي ليس لأحد منها مطمع في الآخر.. فكلها قد أنعم الله عليها بخيراته وفضله.. وهي الأكثر تقاربا في طبيعة أهلها وتقاليدهم وأعرافهم.. وهم متحدون شعوبا في كل شيء ولا ينقصهم سوى أن يعلن القادة اتحادهم ليحققوا آمال شعوبهم.. ولهذا جاءت دعوة الملك المؤمن عبدالله بن عبدالعزيز متفقة مع طموح أهلنا وشباب أمتنا في دول الخليج.. وتفاءلنا وفرحنا باتحاد يعيد أمجادنا ويعلي شأن العرب ويكون البداية لوحدتنا الكبرى في الوطن العربي.. «ولكن» ولن أزيد ولن أضيف على هذه أو تلك أسبابا أو محاذير تمنعنا من اتحاد فيه عزتنا وكرامتنا وخير أمتنا.. فالأمل يملأ صدورنا ونرى معه مشارف مستقبلنا.. ومستقبل الأجيال التي تأتي بعدنا. نعم إن جموح الهوى في قلوبنا إلى الوحدة يدفعنا إلى أن نعلن أننا نريد اتحاد دول الخليج اليوم قبل الغد.. فقد جربنا على أرضنا الشاسعة الواسعة الوحدة منذ مائة عام على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. ونسأل الله جل وعلا أن يجزل له الثواب على ما أسداه لهذا الوطن وأهله من نعمة الوحدة والأمن والأمان. والكل يعرف من آبائنا وأجدادنا ماذا كانت عليه الجزيرة العربية من تشتت وتناحر وحروب بين قبائلها.. وماذا أصبحت عليه وبحمد الله بعد أن أرسى قواعد الوحدة والأمن والسلام الملك المغفور له بإذن الله عبدالعزيز طيب الله ثراه.. نحن خلف قائدنا وإمام مسيرتنا دعاة وحدة وأمن وأمان.. نسأل الله أن يحقق آمالنا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة