أعلنت نقابة الشرطة الفرنسية الجمعة، إضرابا مفتوحا يبدأ اليوم السبت تزامنا مع الإضراب الذي أعلنت عنه «السترات الصفراء»، التي تنفذ احتجاجات منذ 17 نوفمبر، فيما صرح رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيرا، في وقت لاحق، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيلقي خطابا «مطلع الأسبوع المقبل» حول الأزمة التي تشهدها البلاد، موضحا أنه اختار هذا الموعد لتجنب «صب الزيت على النار» قبل احتجاجات اليوم. » تعبئة كبيرة وبينما يخيم توتر كبير على قصر الإليزيه، قال فيران: إن «الرئيس الذي يعي السياق والوضع» قرر أن ينتظر قبل أن يتحدث، كما يطالب جزء من المعارضة ومن المتظاهرين. وبعد ثلاثة أسابيع من التعبئة الكبيرة الأولى احتجاجا على زيادة الرسوم على المحروقات، تستعد الحكومة للأسوأ وتخشى موجة من أعمال العنف في «الفصل الرابع» من تحركات محتجي «السترات الصفراء». وقال رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب في حديث لقناة «تي إف 1» الخميس: إنه سيتم السبت تعبئة 89 ألف شرطي (مقابل 65 ألفا بداية ديسمبر)، بينهم ثمانية آلاف في باريس وحدها (مقابل خمسة آلاف). » تخوف السلطات وقال القصر الرئاسي الأربعاء: إنه يخشى من أن تشهد تظاهرة السبت «أعمال عنف واسعة» بعد أن بادرت الحكومة بخطوة أملت أن تكون حاسمة عبر إلغاء زيادة الضريبة على الوقود عن كامل سنة 2019. وهذه الضريبة كانت السبب المباشر وراء تحرك «السترات الصفراء»، وهم السائقون العاديون الذين يعيشون في الريف وينتقلون بسياراتهم الخاصة للذهاب للعمل في المدن. » الطلاب يتحركون وامتد التململ في الأيام الماضية إلى صفوف طلبة الثانويات والجامعات والمزارعين الذين اغتنموا تحرك أصحاب السيارات الخاصة الذين ينتقلون بين المدن والريف احتجاجا على سياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لتقديم مطالبهم المختلفة عنها. وشهدت حوالي 200 ثانوية ومعهد وبعض الجامعات إغلاقات أو اضطرابات مجددا الخميس لليوم الرابع. وتحول العديد من التظاهرات الطلابية إلى أعمال شغب فأحرقت صناديق قمامة وأصيبت سيارات بأضرار واشتبك متظاهرون مع الشرطة في مختلف المدن في جميع أنحاء فرنسا في مشاهد تذكر بأعمال الشغب التي شهدتها باريس السبت الماضي وشاهدها العالم. » إغلاق متاجر وتحسبا، طُلب من أصحاب متاجر جادة الشانزليزيه، محور الشغب، إبقاؤها مغلقة السبت، كما تقرر غلق عشرات المتاحف وبرج إيفل. وفي بورودو (غرب) التي شهدت كذلك مواجهات عنيفة، أعلنت البلدية إغلاق نحو عشرة مراكز عامة وثقافية. وتقرر تعزيز الشرطة في كل أنحاء فرنسا بأعداد تضاف إلى 65 ألف دركي نشروا السبت الماضي في المواقع الحساسة، وفق وزير الداخلية كريستوف كاستانير. » غضب متواصل والخميس، واصل رئيس الوزراء نقاشا في مجلس الشيوخ بدأه الأربعاء في الجمعية الوطنية دفاعا عن التدابير المتخذة بشكل عاجل، لكن أمام عدم التجاوب لم يكن أمام رئيس الحكومة سوى الإقرار بأن «الغضب لا يزال غير مفهوم وخارج السيطرة». وفي بادرة جديدة، بدا فيليب منفتحا على إقرار تدابير لتحسين الأجور المتدنية وهي من بين مطالب المحتجين على ألا تؤثر على تنافسية الشركات. في المقابل، بات مستبعدا البحث في إعادة فرض الضريبة على الثروة بعد أن رفضه ماكرون.