تحاول إيران تدمير الدول العربية، وتحجيم دورها في العالم، كما تسعى لخلق جيل شبابي بلا مستقبل وفاقد الأهلية، واعتمدت على المخدرات لتنفيذ أجندتها، سواء من خلال بوابة التهريب أو التجارة. ويتخذ النظام الإيراني المخدرات سلاحا لإلحاق الضرر بعدد من الدول، آخرها العراق، الذي يتعرض لمؤامرات الملالي عبر بوابته الجنوبية مدينة البصرة التاريخية. » سيل المخدرات وصرح قائد شرطة البصرة، الفريق ركن رشيد فليح، بأن 80% من المخدرات التي تأتي إلى المحافظة مصدرها إيران، بينما تأتي 20% من هذه المخدرات من باقي الدول، وهنا نرى أن إيران بعد أن صدرت التلوث للأراضي العراقية وللمحافظات الجنوبية بشكل خاص، ها هي تغرقها في المخدرات. » إيران تنتقم وفي السياق، قال المحلل السياسي العراقي ناجح الميزان ل«اليوم»: إن إيران لا تنسى ثأرا لها وخاصة مع الشعب العراقي، وهذه فرصتها التاريخية للانتقام ممن أذاقوها السم في عام 1988، فهي التي صدرت ومولت القاعدة وداعش وكافة الفصائل الإرهابية في العراق، وهي من فتحت الحدود لكل مهربي المخدرات إلى البلاد، وهي من سرقت أموال العراق عن طريق أتباعها الذين استلموا مقاليد الحكم وهم معروفون للجميع. » استهداف الشباب وأضاف الميزان: إن المخدرات هي أفضل الأسلحة الفتاكة للقضاء على شباب العراق، واليوم يزداد هذا النشاط لأمرين مهمين: الأول لجلب الأموال لإيران، وهو باب من أبواب التمويل للحرس الثوري. والثاني هو الانتقام من شباب الجنوب بعد الثورة العظيمة التي اندلعت في الصيف الماضي، والتي أدت إلى حرق قنصليتهم في البصرة، وجميع مقرات ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لهم، وهذا كان جرس إنذار لهم بأن أبناء الجنوب أعلنوا بشكل واضح العداء لإيران. ولفت الميزان إلى أن من يسهل ويستفيد من دخول المخدرات هي الميليشيات التابعة لهم، وبالتالي هم يأتمرون بأمرهم، وهم أعلنوها مرارا وتكرارا بأنهم بإمرة خامنئي للاستفادة المادية ولتدمير الشعب العراقي، والانتقام منه، وبالنتيجة تريد إيران أن يكون الشعب العراقي بين أمرين، إما مخدر أو مهجر، وما تبقى منهم بين معتقل ومقتول. » فائدة اقتصادية من جانبه، قال الإعلامي العراقي مقداد الحميدان: إن إيران لا تريد تدمير البصرة بقدر ما تريد أن تستفيد اقتصادياً منها، لرفع اقتصادها المهزوز، فهي لديها ثأر واضح مع هذه المحافظة ومع المحافظاتالعراقية الأخرى. وأضاف: أعتقد من بعد العام 2003 وصولا إلى اليوم، ونحن نرى ماذا فعلت الأجندات الإيرانية في العراق، وكيف أصبح الوضع في ظل النفوذ الإيراني الواضح. واستطرد الحميدان: الكل يعلم أن الحدود بين البصرةوإيران كبيرة جداً بحيث تزيد على 94 كيلومترا، مما يسهل التهريب من خلالها. »انتهازية ونفاق وأكد الحميدان أن إيران لا يهمها مذهب ولا طائفة، فهدفها الأساسي مصلحتها واقتصادها الذي تعمل على تقويته عبر تهريب المخدرات إلى العراق، لذلك نجد أحزابا دينية عديدة في الجنوب العراقي، تمنع بيع الخمور وفي ذات الوقت هي من تمسك بتجارة وبيع المخدرات، فالموضوع اقتصادي أكثر مما هو موضوع سياسي. » تصريح جريء ولفت الحميدان إلى أن تصريح قائد شرطة البصرة، الفريق ركن رشيد فليح هو تصريح جريء جداً، فلأول مرة يدلي مسؤول عسكري حكومي بمثل هذا التصريح ضد إيران، ومن جانب آخر، هناك صمت حكومي على ما يحدث من دمار في العراق بسبب الأيدي الإيرانية، لأن من يدير هذه الحكومة هم أحزاب متنفذة، تسيطر على كل منافذ ومفاصل الدولة، ومن مصلحتها أن تكون هناك تجارة مع إيران، لأنها مدعومة مادياً من هذه التجارة.